نظرات فى كتاب حقيقة الانتماء والموقف من أصحاب الانتماءات المخالفة
الكتاب تأليف أحمد بن عبد الكريم نجيب وهو سؤال وجه للمؤلف عن انتساب البعض إلى جماعة معينة من الجماعات الموجودة فأجاب عنه وفى هذا قال :
"فقد تلقّيت من بعض الإخوة المقيمين في الديار الإيرلنديّة عن رأيي في التسمي بالسلفية أو غيرها ، وقولي في الانتماء إلى إحدى الجماعات الإسلاميّة العاملة في الساحة كجماعة الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو غيرها ؟ أو الخروج مع جماعة التبليغ بقصد الدعوة إلى الله تعالى ؟ و رأيي في التعامل مع المنتسبين إلى بعضها في شيء من أمور الدنيا أو مجالستهم وبدئهم بالسلام ؟"
وكان الإجابة هى :
"فقلت مستعيناً بالله تعالى :يسعنا في هذا الباب ما وسع سلفنا ، أهلَ السنّة والجماعة فالتزموه وتواصوا به ، وهو لزوم الجماعة , وهي ما كان عليه السلف الصالح ، وربّما عرفوا بأهل السنّة أو أصحاب الحديث أو السلفيّون أو غير ذلك من المسمّيات إذ إنّ العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني كما نصّت القائدة المعروفة عند الفقهاء .
روى الآجري في ( الشريعة ) واللالكائي في ( شرح أصول الاعتقاد ) بإسناد صحيح أن الإمام أبا بكر بن عيَّاش سُئل ( ت 191هـ ) : مَن السُنِّيُّ ؟ فقال : " الذي إذا ذُكِرت الأهواء لم يتعصَّب لشيءٍ منها " .
ولفظ الجماعة لغةً مشتق من الجَمْعِ وهو : تأليف المفترق (كما في القاموس المحيط ولسان العرب ) ... قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( في مجموع الفتاوى : 3 / 157 ) : " الجماعة هي الاجتماع ، وضدها الفرقة ، وان كان لفظ الجماعة قد صار اسماً لنفس القوم المجتمعين " .
... واصطلاح أهل السنة والجماعة ، مُقتبس من مجموع ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ، من الآيات ، والأخبار الواردة في الحثّ على الاعتصام بالسنة ، وملازمة الجماعة ، والنهي عن الابتداع والفُرقة والاختلاف في الدين ... فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى : " ولا تتبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله " .. وقوله : " أن أقيموا الدين ولا تتفرَّقوا فيه " ] [.... روى الطبراني بإسناد حسن في تفسيره عن ابن عبَّاس - - في هاتين الآيتين قوله: " أمر الله المؤمنين بالجماعة و نهاهم عن الاختلاف والفرقة ، واخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله " .
... أما الأخبار الواردة في هذا الباب فكثيرة جداً ومنها :
... قوله (ص) في وصيته لحذيفة بن اليمان التي رواها الشيخان :
... " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " ، قال حذيفة : قُلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمام ؟ فقال :... " فاعتزل تلك الفرق كلَّها ، ولوان تعضَّ بأصل شجرةٍ حتى يُدركك الموت ، وأنت على ذلك " .... و روى الشيخان أيضاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي (ص) قال :... " ليس أحدٌ يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتةً جاهليَّةً " .... وفي حديث العرباض بن سارية المشهور ، أن رسول الله (ص) وعظهم موعظةً قال فيها :... " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الأمور فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة " ... ولأهميَّة لزوم الجماعة ، وعظيم شأنها ، بوَّب الشيخان كلٌّ في صحيحه ، والنسائيُّ , والترمذي ، كلٌّ في سننه ، على لزومها .... فقال البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيحه : باب قوله تعالى : " وكذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً " وما أمر النبي (ص) بلزوم الجماعة وهم أهل العلم .... وقال الإمام مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه : باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كل حال ، وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة .
... وعنوَن النسائي في سننه : قتلُ من فارق الجماعة ، و ذِكرُ الاختلاف على زياد بن عِلاقة عن عَرْفَجَةَ فيه .... وعقد الترمذي في سننه باباً سمَّاه : باب ما جاء في لزوم الجماعة .... قلتُ : والجماعة التي يجب على المسلم لزومها ، و يحرم الخروج عليها ، ويستحق الوعيد من فارقها ، هم أهل الحقِّ في كل عصرٍ ومصرٍ ، وان قَلُّوا ... قال أبو شامة المقدسي ( كما في شرح أصول الاعتقاد للالكائي وتاريخ دمشق لابن عساكر ) :
... " حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة ، فالمراد به لزوم الحق واتِّباعه ، وان كان المستمسك به قليلاً ، والمخالف كثيراً " .... ثم استدل بقول عبد الله بن مسعود : " إن الجماعة ما وافق الحق ، وان كنت وَحدَك " .
... وفي ( تاريخ دمشق ) أيضاً أنّ نعيم بن حمَّاد قال : " إذا فسدت الجماعة ، فعليك بما كانت عليه قبل أن تفسد ، وان كنت وحدك ، فإنَّك الجماعة حينئذٍ " .... وقال أبوعيسى الترمذي تعالى في سننه ( 4 / 476 ) : " وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث " .
... وقول الترمذي هذا موافقٌ لما تقدّم معنا قبل قليلٍ قول الإمام البخاريِّ في معنى الجماعة : هم أهل العلم .... وقال الشاطبي في ( الاعتصام 2 / 260 وما بعدها ) : اختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في الأحاديث على خمسة أقوالٍ :
أحدها : إنها السواد الأعظم من أهل الإسلام .والثاني : جماعة أئمة العلماء المجتهدين .والثالث : الصحابة على الخصوص .والرابع : جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر .والخامس : جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير .
وذهب بعض المتأخرين كابن تيمية , ومن وافقه إلى استعمال اصطلاح
( السلف الصالح ) كمرادف لاصطلاح ( أهل السنة ) ، وكثر في كلامهم ذكر عقيدة السلف ، ومنهجهم ، ومذاهبهم ، وما إلى ذلك مما يُراد به ما كان عليه أهل السنة والجماعة رضوان الله عليهم أجمعين .... وإذا أطلق لفظ السلف الصالح أريد به غالباً من عاش إلى نهاية القرن الثالث الهجري ، وقد كان ابن تيمية يحدُّهم فيجعل آخرهم الإمام ابن جرير الطبري ، وابن المنذر ( كما في منهاج السنة : 6 / 52،53 و 7/ 13 ) .
... وقال البربهاريُّ ( في السنّة 2 / 36 ) في تعريف الجماعة المذكورة في الأحاديث : " هم جماعة الحق وأهله " .... ومال إلى هذا الرأي الحافظ ابن كثير في ( النهاية ) ، وهو أولى الأقوال بالقبول فيما يظهر لي ، لكونه يشملها جميعاً ، والله أعلم .... وبعدُ ، فيسعنا الآن - وقد بيَّنا المراد من اصطلاحي السنَّة ، والجماعة كلٍّ على حدة - القول :
... إنَّ اصطلاح أهل السنة والجماعة يُطلق على أهل الحق ، في مُقابل أهل الضلال والبدع والشقاق ، انطلاقاً من القول بأنَّ السنة تعني : " ما كان عليه النبيُّ (ص) واصحابه اعتقاداً ، واقتصاداً ، وقولاً ، وعملاً " كما في( مجموع الفتاوى : 19 / 306,307 ) .... واوَّل ظهور للتسمية بأهل السنّة كان في عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، أواخر عهد الخلافة الراشدة .... روى مسلم في مقدّمة صحيحه محمد بن سيرين قال : " لم يكونوا - أي الصحابة - يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة ، قالوا : سمُّوا لنا رجالكم ، فيُنظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، و يُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم " .... وقد اشتهر إطلاق هذه التسمية على ما يُقابل الرافضة خاصةً ، حيث يكثر أن يُقال : انقسمت الأمة إلى سُنة و شيعة ، إضافة إلى المعروف عند أهل العلم من إطلاقه على أهل السنة المحضة .... قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( في منهاج السنّة 2 / 221 ) :... " فلفظ السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاَّ الرافضة . . . وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة ، فلا يدخل فيه إلاَّ من أثبت الصفات لله تعالى ، و يقول إنَّ القرآن غير مخلوق " . ثمّ ساق جملة من عقائد أهل السنة والجماعة التي باينوا فيها أهل البدع .... والذي يعنينا في هذا المقام هو الإطلاق الثاني ، وعليه يمكن تعريف أهل السنة والجماعة بأنهم : " الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح عن الرسول (ص) أوعن أصحابه رضوان الله عليهم ، فيما لم يثبت فيه نصٌّ في الكتاب ، ولا عن الرسول (ص) " ، كما قرره أبو نصر السجزي ( في الرد على من أنكر الحَرف , ص : 99 ) .
... ولأهل السنة والجماعة ألقابٌ أخرى يُعرفون بها فهُم الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة الثابتة على الحق في زمن الغربة ، لا يضرُّها من خذلها ، حتى تلقى الله وهي كذلك ، وقد ثبت وصفهم بذلك عن نبينا الأمين (ص)في الصحيحين و غيرهما ، حيث بوَّب الشيخان ، كلٌ في صحيحه على الطائفة المنصورة .... فقال البخاريُّ ( كما أسلفنا ) في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة : باب قول النبي (ص) : لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ، وهم أهل العلم .... وفي كتاب الإمارة من صحيح مسلم : باب قوله (ص) : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرُّهم من خالفهم .... وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان ، أن رسول الله (ص) قال :... " لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرُّهم من خذلهم ، ولا من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .
... وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، أنَّ رسول الله (ص) قال :
... " تفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين ملَّة ، كلُّهم في النار إلاَّ ملَّة واحدةٌ " ، قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه واصحابي " ، أخرجه الترمذي و غيره بإسناد حسن .... قال ابن كثير ( في تفسيره : 4 / 433 ) : " هم أهل السنة والجماعة المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله (ص) ، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين ، وأئمة المسلمين " .... ولمَّا كان أهل الحديث خاصةً أثبت الناس على السنة ، وأكثرهم تمسكاً واعتصاماً بما كان عليه النبي (ص)و صحابته الكرام ، ذهب غير واحدٍ من أهل العلم والتحقيق إلى الجزم بأن أهل السنة والجماعة ، والطائفة المنصورة ، هم أهل الحديث والأثر .... أخرج الخطيب ( في شرف أصحاب الحديث , ص : 26 ) أنّ عبد الله بن المبارك قال : " هم عندي أصحاب الحديث " .... وفي ( ص : 25 و 27 منه أيضاً ) روى عن الإمام أحمد قوله : " إن لم يكونوا أصحاب الحديث ، فلا أدري من هم " .... وقال الإمام الترمذي في كتاب الفتن من سننه : سمعت محمد بن إسماعيل – يريد البخاري - يقول : سمعت علي بن المديني يقول ، وذكر هذا الحديث عن النبي : " لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق " : هم أهل الحديث ... و ذكر الشيخ عبد القادر الجيلاني ( في الغنية : 1 / 71 ) ، أنه ليس لأهل السنة إلا اسم واحدٌ يُعرفون به ،وهواصحاب الحديث .... و رُوي مثل هذا عن غير واحدٍ من السلف رحمهم الله ، ورضي عنهم .... وانَّما حاز أهل الحديث هذا الشرف العظيم ، لكونهم جمعوا بين الرواية والدراية ، إلى جانب العمل بما جاء في الأثر ، عن خير البشر (ص)، واعتقاد ما أرشد إليه .
أمّا من خالفت روايته عقيدته ومنهجه وعمله فلا يسلم من الابتداع ، وفي هذا السياق جاء قول أبي عمروبن الصلاح ( كما في الفتاوى والمسائل , ص : 213 ) : " قد يكون الإنسان من أهل الحديث وهومبتدع " .
... وقول شيخ الإسلام ابن تيمية ( في مجموع الفتاوى : 4 / 95 ) :
... " ونحن لا نعني بأهل الحديث ، المقتصرين على سماعه ، أوكتابته ، أو روايته ، بل نعني بهم كلَّ من كان أحقَّ بحفظه ، ومعرفته ، وفهمه ، ظاهراً ، وباطناً واتباعه باطناً ، و ظاهراً ، وكذلك أهل القرآن ، وادنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث ، والبحث عنهما ، وعن معانيهما ، والعمل بما علموه من موجَبهما " .... وقد سمي أهل السنة ِ أهلَ الحديث ، لأنهم حفظته ، و نقلته ، و حَمَلته . قال اللالكائي ( في شرح أصول الاعتقاد : 1 / 22 ) :... " لم نجد في كتاب الله وسنة رسوله ، واثار صحابته ، إلا الحثَّ على الاتباع ، و ذم التكلف والاختراع ، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين وكان أولاهم بهذا الوسم ، واخصهم بهذا الرسم أصحاب الحديث ، لاختصاصهم برسول الله (ص) , واتباعهم لقوله ، و طول ملازمتهم له ، وتحملهم علمه " .
... والفرق التي تزعم الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ، وتدعي الاعتصام بخير الهديِ ، هديِ محمد (ص) في أصول الدين وفروعه ، كثيرة جداً ، " غير أن الله أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار ، لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم ، خلفاً عن سلف ، وقرناً عن قرن ، إلى أن انتهوا إلى التابعين ، واخذه التابعون عن أصحاب رسول الله (ص)عن رسول الله (ص) ، ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله الناس من الدين القويم ، والصراط المستقيم ، إلاَّ هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث ، أمَّا سائر الفرق ، فطلبوا الحديث لا بطريقه فحادوا عن الحق ، و زاغوا عنه " ، كما قرر ذلك الأصفهاني ( في الحجة في بيان المحجّة : 2 / 22 وما بعدها ) ."
الإجابة اعتمدت على نقول لا يوجد بها نص من القرآن أو حتى الروايات يقول أن أهل السنة والجماعة هم المسلمون وطالما لا يوجد نص فى التسمية فكل الكلام باطل لأن ما بنى على غير أساس لا وجود له
الغريب فى الأمر هو أن الرجل كغيره تركوا نصوص الوحى وأهمها قوله تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه "إلى هراء وهو استنتاجات فمثلا الروايات التى أوردها الرجل تتحدث هم الجماعة فقط دون أى إضافة ومن ثم من الطبيعى إذا كان الدين هو الإسلام أن تكون جماعة المسلمين
والغريب هو التناقض الذى وقع فيه المؤلف فبعد أن جعل الانتماء لأهل السنة والجماعة عاد من خلال نقوله فجعله لأهل الحديث وهم العاملون بعلم الحديث وأما بقية الناس فليسوا هم الجماعة ولا أهل السنة
يوجد إسلام ومسلمون ولا يوجد دين اسمه دين أهل السنة والجماعة لعدم ورود الاسم فى الوحى
والأغرب هو أن الرجل يزكى القوم سواء كانوا أهل السنة والجماعة أو أهل الحديث مع أنه أخرج من الجماعة كل من ليس بعالم حديث بنقله قولهم" ونحن لا نعني بأهل الحديث ، المقتصرين على سماعه ، أو كتابته ، أو روايته ، بل نعني بهم كلَّ من كان أحقَّ بحفظه ، ومعرفته ، وفهمه ، ظاهراً وباطناً واتباعه باطناً وظاهراً" ومن ثم فمن يسمونهم عامة المسلمين هم كفرة لا ينتمون للجماعة حسب هذا الكلام وهو ما يخالف نهى الله عن تزكية النفس فى قوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وفى سبيل الإجابة تناول حبيب مسائل ظن أنها متعلقة بالانتماء فقال:
"وبعد هذا العرض المسهب لبيان أهل الحق أرى من المناسب أن أردفه بجملة من المسائل تعميماً للفائدة ، وتقريراً لما أدين الله تعالى به ، وما كنت لأخالف في شيء من ذلك منهج أهل السنّة والجماعة أو خالف أهل العلم أتباع الكتاب والسنّة على فهم السلف من أهل العلم المعاصرين الأجلاء .
المسألة الأولى : حول تسمية أهل الحق ، فقد عرفوا منذ عصر صدر الإسلام زمن الخلفاء الراشدين بأهل السنّة ثم احتيج لتحديد المراد بهذا الوصف بعد أن زعم بعض المبتدعة الانتساب إلى السنّة ، فقيل هم أهل العلم ، وقيل هم أهل الحديث ، وقيل هم الجماعة ، وقيل غير ذلك وكل ذلك حقّ لا مرية فيه إذ إنّ العبرة بالمنهج وليس بالمسمّيات .
وفي العصر الحديث قال محدث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني [ في إجابته على سؤالي له عن التسمّي بالسلفيّة ] : ( لما صار أهل البدع ينسبون أنفسهم إلى السنة ، و صار من أدعيائها الأشاعرة والماتريديّة وكثير من الصوفيّة اضطُرَّ أهل الحق إلى تمييز أنفسهم فانتسبوا إلى السلفيّة وقالوا نحن سلفيّون ) وقال : في مقام آخر : إن اصطلاح السلفيّة جاء بديلاً عن اسم أهل السنّة والجماعة المتمسكين بالكتاب والسنّة على فهم السلف الصالح ، بمعنى أنّه اختصار لهذه العبارة الطويلة .
وكلام الشيخ في هذا المجال كثيرٌ مشهور ، وله ما يبرره ، فهو كلامٌ وجيه ، غير أنّي لا أعلم أحداً سبق الشيخ ناصر في الدعوة للتسمّي بالسلفيّة ، والذي أعرفه عن علماء نجد كالشيخين عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين رحمهما الله ، أنّهما لا يرون بأساً بالتسمي بالسلفيّة ، ولا يأمرون به ولا ينهون عنه ، ولا يفضلونه على التسمّي بمذهب أهل السنّة والجماعة ، بل ذهبوا أبعد من ذلك في التأكيد على أن لا عبرة للتسميات المحدثة ، بل العبرة بما تصدق عليه هذه التسميات ، فإن كان المراد منها الحق فالحق أحق أن يُتّبَع ، وان لم تكن الأسماء سائغة عند المخالفين .
ومن هذا المنطلق لم يستنكر الشيخ ابن باز تسمية أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب ( السلفيّة ) بالوهّابيّة ولم ير غضاضةً في ذلك ، بل اعتبر لقب الوهّأبية لقباً شريفاً عظيماً إذا أُطلِق على أهل التوحيد الخالص , فقال بعد أن أثنى على الشيخ محمد بن عبد الوهّاب وعرّف بدعوته : ( فصارت دعوته تجديدية إسلامية عظيمة ، نفع الله بها المسلمين في الجزيرة العربية وفي غيرها رحمة واسعة ، و صار أتباعه ومن دعا بدعوته و نشأ على هذه الدعوة في نجد يسمى بالوهابي ، وكان هذا اللقب علما لكل من دعا إلى توحيد الله ، و نهى عن الشرك وعن التعلق بأهل القبور، أو التعلق بالأشجار والأحجار، وأمر بالإخلاص لله وحده وسمي وهابيا، فهو لقب شريف عظيم يدل على أن من لقب به فهو من أهل التوحيد ، ومن أهل الإخلاص لله ، وممن ينهى عن الشرك بالله ، وعن عبادة القبور والأشجار والأحجار والأصنام والأوثان , هذا هو أصل هذه التسمية وهذا اللقب ، هو نسبة إلى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي الداعي إلى الله عز و جل رحمة واسعة ) .وهذه الفتوى معروفة مشهورة منشورة ، وهي مثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وكما أسلفت فإن الشيخ لا يوصي بالتسمي بالانتساب إلى السلفيّة ، ولا ينهى عنه عند ذكر المنتسبين إلى السلف الصالح ، ومن الانصاف أن أورد مثالاً على ذكره للسلفيين في معرض الثناء ، حيث وُجّه إليه السؤال التالي :كثرت الطوائف والفرق التي تزعم أنها هي الطائفة المنصورة ، واشتبه على كثير من الناس الأمر ، فماذا نفعل خاصة أن هناك فرقا تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية و نحو ذلك من الفرق فكيف نميز بارك الله فيكم ؟ فأجاب قائلاً : ثبت عن رسول الله (ص)أنه قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة- يعني كلها في النار إلا واحدة وهم أتباع موسى- وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة- والمعنى أن كلها في النار إلا واحدة وهم التابعون لعيسى عليه السلام- قال وستفترق هذه الأمة- يعني أمة محمد (ص)- على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل : يا رسول الله ، من هي الفرقة الناجية ؟ قال : " الجماعة " وفي لفظ : ما أنا عليه وأصحابي .
هذه هي الفرقة الناجية ، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول (ص)واستقاموا عليه ، وساروا على نهج الرسول (ص)و نهج أصحابه ، وهم أهل السنة والجماعة ، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذين تابعوا السلف الصالح ، وساروا على نهجهم في العمل بالقرآن والسنة ، وكل فرقة تخالفهم فهي متوعدة بالنار .اهـ .
وهذه الفتوى مثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
قلتُ : لا أحسبني أجانب الصواب أو أخالف الحق إذا آثرت الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ، فلم أزد في التعريف بنفسي على أن أقول : مسلمٌ سنّي وكفى مع أني أعذر من آثر التسمية بالسلفي أو الأثري أو الانتساب إلى السلفيّة أو الأثريّة أواهل الحديث إذا رأى في ذلك مصلحة شرعيّةً ، وارانا على الجادّة ذاتها التي درج عليها أهل السنة والجماعة ، وسار عليها السلف الصالح ، وان اختلفنا في التسمية أو فيما يسوغ فيه الخلاف من مسائل الفروع وممّا يحفزني للتمسّك بالأصل أنّ مبرر التسمي بالسلفيّة الذي ذكره العلاّمة الألباني ، قد تكرر وجوده في المنتسبين إلى السلفيّة اليوم ، فكما أن المنتسبين إلى أهل السنّة دخل فيهم بعض أهل البدع ، فقد ادّعى السلفيّة اليوم بعض من خالف منهج السلف ، واخر من انتسب إلى السلفيّة وأنكر عليه أتباع محمود الحدّاد ، نزيل المدينة النبويّة – سابقاً – الذي ردّ عليه العلماء الأفذاذ ، وفي صدارتهم فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله و رعاه ، وان شئت الاستزادة والتثبت من ذلك فارجع إلى الرابط التالي على الشبكة :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
والخلاصة عندي أنّه إذا سُوّغ الانتساب إلى السلفيّة كبديل أو مرادف للنسبة لأهل السنّة والجماعة بسبب ادّعاء الأدعياء أنّهم من أهل السُنّة ، فإن في ادّعاء آخرين للسلفيّة مع خروجهم ( من أو على ) منهج السلف في التبديع وقواعده ، مسوّغ للعودة إلى التسمية الأم ، والانتساب إلى السنّة والجماعة ، و حَسْب ."
كما قلنا من نقل عنهم الرجل يخالفونه فهو يقول أن الانتماء لأهل السنة والجماعة وهم السلف هو المبدأ والمنتهى وأما هم فالألبانى أجاز التسمية بالسلفيين وابن باز أجاز التسمية بالوهابية والغريب فى كلام ابن حبيب هو إصراره على تسمية أهل السنة والجماعة مع أن الرواية التى استشهد تقول الجماعة فقط أو ما أنا عليه وأصحابى والجماعة هى جماعة المسلمين المؤمنين المتقين المحسنين .. وما عليه النبى (ص) والمؤمنين كان هو الإسلام فالتسمية لم ترد لا فى قرآن ولا فى رواية ومع هذا نجد إصرارا غريبا على التمسك بها مع أنها من اختراع الناس أى بدعة بألفاظ القوم
ومن ثم لا يجوز أن يسمى المسلمون إلا بما سماهم الله كما قال تعالى " ملة أبيكم إبراهيم هو الذى سماكم المسلمين"
ومن ثم لا يجوز أن ينتمى المسلم لأى واحد من الناس كالوهابى والسلفى والأثرى وإنما ينتمى لشىء واحد هو الإسلام
ثم تناول مسألة الانتماء للجماعات والـحزاب فقال:
"المسألة الثانية : فيما يتعلّق بالأحزاب والجماعات الإسلامية ، فأقول :
أمّا الأحزاب والجماعات الإسلاميّة العاملة في الساحة ، فرأيي فيها معروف ، إذ إنني دَأَبتُ على الدعوة إلى التعاون الشرعي بديلاً عن التعصّب الحزبي ، و حذّرتُ واحذّر نفسي واخواني من الأحزاب والتحزب والتحزيب ، والتعصب والموالاة والمعاداة على الأسس الحزبية ، وفي أُطُرٍ جماعيّة فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان ، وما فتئت أقرر ذلك وادعواليه في كتاباتي ومقالاتي و خطبي ، واخر ذلك خطبة الجمعة الملقاة في مسجد دَبلِن في إيرلندا بتاريخ الخامس عشر من شهر الله المحرم عام 1423للهجرة ، بعنوان : ( واجب الآباء نحو الأبناء في الغرب ) والمثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
والتزاماً بما ارتضيت وانتهجت من إجلال أهل العلم واحترام آرائهم ، والردّ إليهم فيما يعرض للمسلمين من نوازل ومسائل ، فإنني أثبت هنا رأي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في حكم الانتماء إلى الجماعات الإسلاميّة ، حيث سُئِل عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية ، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها ؟فأجاب بقوله : الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق ، قال الله عز وجل ، وقال رسوله (ص)، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم ، ولكن يلتزم بالحق ، واذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق ، أوالى الإخوان المسلمين و وافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس ، أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز ، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار ، إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به ، وان كان مع أنصار السنة أخذ به ، وان كان مع غيرهم أخذ به ، يدور مع الحق ، يعين الجماعات الأخرى في الحق ، ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولوكان باطلا ، ولو كان غلطا ، فهذا منكر ، وهذا لا يجوز ، ولكن مع الجماعة في كل حق ، وليس معهم فيما أخطئوا فيه .اهـ .
وهذه الفتوى مثبتة في الجزء الثامن من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، للشيخ ، وهي مثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ومن الجلي في هذه الفتوى أنّ الشيخ تعالى يفرّق في الحكم بين منتسبٍ إلى جماعة ما لمساعدتهم على الحق بدون غلو أو تفريط أو تعصب فهذا ممّا لا بأس به عنده .
أما الذي ينتسب إلى جماعةٍ ما عن تعصّب يجعله يلتزم مذهباً لا يحيد عنه ولو كان باطلاً أو غَلَطاً ، فهذا منكرٌ لا يجوز .ومن المناسب هنا أن نثبت نصيحة الشيخ لأعضاء هذه الجماعات حيث سُئل ( كما في المجلّد الخامس من مجموع فتاواه ومقالاته المتنوعة ) بم ينصح الشباب داخل هذه الجماعات ؟فأجاب قائلاً : أن يترسموا طريق الحق و يطلبوه ، وان يسألوا أهل العلم فيما أشكل عليهم ، وان يتعاونوا مع الجماعات فيما ينفع المسلمين بالأدلة الشرعية ، لا بالعنف ولا بالسخرية ، ولكن بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن وان يكون السلف الصالح قدوتهم ، والحق دليلهم ، وان يهتموا بالعقيدة الصحيحة التي سار عليها رسول الله (ص)و صحابته".وهذه الفتوى منشورة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ما نقله ابن حبيب عن ابن باز يناقض نقله الأول عنه فقد أجاز فى الفتوى الأولى الانتماء لجماعة الوهابية بقوله" وكان هذا اللقب علما لكل من دعا إلى توحيد الله ، و نهى عن الشرك وعن التعلق بأهل القبور، أو التعلق بالأشجار والأحجار، وأمر بالإخلاص لله وحده وسمي وهابيا، فهو لقب شريف عظيم يدل على أن من لقب به فهو من أهل التوحيد" بينما حرم الانتماء للجماعات كالإخوان وأنصار السنة وأهل الحق..فقال فى الفتوى الثانية" وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم"
ومن ثم لا يجوز لمسلم أن يسمى نفسه بأى تسمية لم ترد فى الوحى فهو ينتمى لجماعة واحدة فقط هى جماعة المسلمين وهى تشمل كل مسلم يتبع الوحى دون غيره
وتناول ابن حبيب المسألة الثالثة وهى التعامل مع المخالف الجماعى أو الحزبى فقال:
"أمّا المسألة الثالثة والأخيرة في هذا المقام ، فعن التعامل مع المخالف ( و خاصّة المنتسبين أو المنسوبين إلى الجماعات والأحزاب والمحسوبين عليها ) سواء منهم ذي البدعة الظاهرة التي يُجاهر بها ، أومن لم تظهر منه بدعة ولكن شُكّ في أمره بسبب صحبته وبطانته ، فأقول :
فقد قرّرت في رسالةٍ سابقةٍ لي كتبتها و نشرتها قبل أكثر من عشر سنين حول هجر المبتدعة مقرّراً أن هذا الهجر من أصول منهج أهل السنّة والجماعة في التعامل مع المبتدع ، ولكن الأمر ليس على إطلاقه ، فلا يهجر المسلم لمجرد وقوعه في البدعة ، إذ إن البدعة لا تقع على من وقع فيها مطلقاً , بل لا بدّ من التفصيل والتبيين .كما أنّه يرجع في باب الهجر إلى مراعاة المصالح والمفاسد ، فقد يعامل المبتدع بشدّة تفوق معاملة الكافر أحياناً ، إذا غلب على الظنّ إن في الغلظة عليه ردعٌ له عن بدعته ، تردّه إلى جادّة الصواب ، أمّا إن كان الهجر عديم الجدوى أو يؤدّي إلى مفسدةٍ أكبر فالأولى عدمه ، بل يعدل عن الهجر إلى ما قد يكون أبلغ في الزجر ، كالمناصحة والمحاجّة والمجادلة بالتي هي أحسن .
وبالجملة فإن أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُمكن أن تُنَزّل على مسألة الزجر بالهجر ، و يراعى هنا ما يراعى هناك من المصالح و جلبها ، والمفاسد و درئها .وتفصيل هذه المسألة هو موضوع الحلقة الرابعة من الدراسات المنهجيّة التي نشرتها بعنوان : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : ضوابط واحكام في مواجهة أهل الحوادث والبدع ، وهومطبوعٌ و ينشر على الشبكة قريباً إن شاء الله .
غير أنّ ما لا يُقبل تأخير بيانه في هذا المقام هو ما سبق لي نشره على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وهو عن وجوب العدل في الحكم على المبتدعة ، وما يترتب على ذلك من الموالاة والمعاداة ، حيث أمرنا الله تعالى بالعدل فقال سبحانه : ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) [ المائدة : 8 ] .وإذا كنّا عادلين في باب البراءة من المبتدعة وبغضهم ومباينتهم ، فلا بد أن يكون ذلك بحسب البدعة المتَلبَّس بها ، مع موالاتهم ومحبتهم لما فيهم من الخير والبر من جهات أخرى ، هذا في حال كون البدعة غير مكفّرة ، و غير منافيةٍ لأصول أهل السنّة والجماعة المتفق عليها ، فيكون ( الحب والبغض بحسب ما فيهم من خصال الخير والشر ، فإنّ العبد يجتمع فيه سبب الولاية وسبب العداوة ، والحب والبغض ، فيكون محبوباً من وجه ، ومبغوضاً من وجه ، والحكم للغالب )[ شرح العقيدة الطحاويّة ، لابن أبي العز الحنفي ، ص : 434 ] .وهذا مقتضى العدل ، وقد قرره شيخ الإسلام ابن تيميّة في قوله: ( إذا اجتمع في الرجل الواحد خير و شر ، وفجور وطاعة ومعصية ، سنة وبدعة ، استحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير ، واستحق من المعاداة بقدر ما فيه من الشر ، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة ، فيجتمع له من هذا ومن هذا ، كاللص الفقير نقطع يده لسرقته ، و يُعطى من بيت المال ما يكفي حاجته ، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنّة والجماعة ) .[ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 28/209 ].وبناءً على ما تقدم ممّا هو مقرّر عند أهل السنة والجماعة ، وهو ما أدين الله تعالى به أقول :
إنّ أهل البدع ليسوا على درجةٍ واحدةٍ ، ففيهم المبتدع الكافر ببدعته ، وفيهم الفاسق بتلبسه بها ، وفيهم الداعية إليها ، و غير الداعية ، وفيهم المعذور بجهله أو اجتهاده ، و غير المعذور شأنهم في ذلك شأن أهل الإيمان عند من قال إنّه يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان [ وهو مذهب جمهور أهل السنة خلافاً للحنفيّة . انظر : شرح الطحاويّة ، ص : 335 وما بعدها ]فلا بد أن يُنزل كلّ إنسان منزلته ، و يُحلَّ محلَّه ، و يأخذ حقّه من المعاملة ولاءً وبراءً .وهذا العموم في التعامل مع المخالفين لا بُدّ من تخصيصه إذا أريد تنزيله على الواقع المعاصر أو اعضاء واتباع الأحزاب والجماعات الإسلاميّة المعاصرة , و خير من تناول هذا الموضوع فشفى و وفى هو سماحة الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن باز ، ومن رسائله الكثيرة الوفيرة ، وفتاواه المنيرة التي يسدي فيها نصحه لأتباع الجماعات والأحزاب ، و يوجّه إلى الآخرين إلى معاملتهم وفق الشريعة الغراء ، أقتطف الرسالة التالية وهي منشورة في الجزء السابع من ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، للشيخ ) ، ومعروضة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وهي عبارة عن سؤال و جواب فيما يلي نصّهما :
السؤال : تعلم يا سماحة الشيخ ما حل في الساحة من فتن فأصبح هناك جماعات مثل جماعة التبليغ و جماعة الإخوان والسلفية و غيرهم من الجماعات وكل جماعة تقول : إنها هي التي على صواب في اتباع السنة من هم الذين على صواب من هذه الجماعات ومن نتبع منهم ؟ ونرجو منك أن تسميهم بأسمائهم ؟
الجواب : الجماعة التي يجب اتباعها والسير على منهاجها هم أهل الصراط المستقيم ، هم أتباع النبي وهم أتباع الكتاب والسنة الذين يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله قولا وعملا ، أما الجماعات الأخرى فلا تتبع منها أحدا إلا فيما وافقت فيه الحق . سواء كانت جماعة الإخوان المسلمين أو جماعة التبليغ أو انصار السنة أومن يقولون إنهم السلفيون أوالجماعة الإسلامية أومن تسمي نفسها بجماعة أهل الحديث واي فرقة تسمي نفسها بأي شيء فإنهم يطاعون و يتبعون في الحق والحق ما قام عليه الدليل وما خالف الدليل يرد عليهم و يقال لهم : قد أخطأتم في هذا ، فالواجب موافقتهم فيما يوافق الآية الكريمة أوالحديث الشريف أو اجماع سلف الأمة .أما ما خالفوا فيه الحق فإنه يرد عليهم فيه فيقول لهم أهل العلم : قولكم كذا وفعلكم كذا خلاف الحق- هذا يقوله لهم أهل العلم فهم الذين يبصرون الجماعات الإسلامية . فأهل العلم العالمون بالكتاب والسنة الذين تفقهوا في الدين من طريق الكتاب والسنة ، هم الذين يعرفون تفاصيل هذه الجماعات وهذه الجماعات عندها حق وباطل فهي ليست معصومة وكل واحد غير معصوم ولكن الحق ما قام عليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله (ص)أو اجماع سلف الأمة سواء من هذه الجماعات أومن الحنابلة أوالشافعية أوالمالكية أوالظاهرية أوالحنفية أو غيرهم - فما قام عليه الدليل فهو الحق وما خالف الدليل من كتاب الله أو سنة رسول الله (ص)أوالإجماع القطعي يكون خطأ واما الذين يدعون إلى غير كتاب الله وسنة رسوله (ص)، فهؤلاء لا يتبعون ولا يقلدون ، إنما يطاع و يتبع من دعا إلى كتاب الله وسنة رسوله (ص)واصاب الحق فإذا أخطأ فإنه يقال له : أحسنت إذا أحسن واخطأت إذا أخطأ و يتبع في الصواب ، و يدعي له بالتوفيق ، واذا أخطأ يقال له أخطأت في كذا و خالفت الدليل الفلاني والواجب عليك التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق - هذا يقوله أهل العلم واهل البصيرة - أما العامي فليس من أهل العلم وانما العلماء هم العلماء بالكتاب والسنة المعروفون الذين يتبعون الكتاب والسنة فعلى العامي أن يسأل هؤلاء الذين عرفوا الكتاب والسنة عما أشكل عليه مثل أن يسألهم ما تقولون في دعوة فلان الذي يقول كذا و يقول كذا حتى يتبصر و يعرف الحق كما قال الله سبحانه : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وهم أهل العلم بكتاب الله وسنة رسوله أما أهل البدعة فليسوا من أهل الذكر ، والدعاة إلى البدعة ليسوا من أهل الذكر أيضا . قلت : فالواجب إذن مناصحة القوم ومحاججتهم ، وعدم مجاملة أحدٍ منهم أياً كان بالسكوت على خطئه ، أوعدم إنكاره عليه ، و دعوته إلى التوبة منه ، وهذا واجب كفائي على أهل العلم والفضل ، كما قال الشيخ ( هذا يقوله أهل العلم واهل البصيرة- أما العامي فليس من أهل العلم وانما العلماء هم العلماء بالكتاب والسنة المعروفون الذين يتبعون الكتاب والسنة ) .
وانني إذ أعذر قوماً ذهبوا إلى الهجر مُطلقاً ، مرجحين أن في المخالطة أوالسلام على الحزبيين ( على تنوّعهم ) أومن يُظَنّ أنّهم كذلك ردعاً و زجراً لهم ، وسلامة للهاجر من موت القلب أواستمراء البدع أوتبلّد الإحساس تجاه البدع واهلها .
فإنني أنظر إلى المسألة على أنّها مما تدخل فيه مراعاة المصالح والمفاسد ، إضافة إلى مشروعيّة الخلاف في الحكم على الأشخاص الذين لمّا تُقم عليهم الحجّة بعد ، أولا يجاهرون بما يخالف الحق .
هذا ما أدين الله به ، فإن أصبت فمن الله ، وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، وافوّض أمري إلى الله ، إنّ الله بصيرٌ بالعباد ."
مما سبق نجد أن الرجل ومن نقل عنه وهو ابن باز انتهوا إلى أن الجماعات والأحزاب عندها الحق والباطل وانتهى ابن باز على وجه الخصوص إلى أن معه دليل الوحى هو الذى على الحق وهو أمر يسلم به كل مسلم ولكن الم باز جرنا إلى مصيبة المصائب وهى ان من وافق المذاهب الفقهية فهو على الحق مع أنهم مختلفون فى أكثر المسائل وكل منهم معه دليل ينسبه للوحى الحديثى ومعظمها إن لم يكن كلها أدلة متناقضة فكيف يكون الحق معهم جميعا والحق واحد لا كثرة
ومن ثم فالقول بالانتهاء للوحى هو الحق وأما المذاهب فكما قلنا تجرنا إلى الاختلاف والتناقض الذى لا يمكن أن يصدر عن الخالق الذى انزل الدين فجمع المسلمين على شىء واحد لا اختلاف فيه كما قال " فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه"
وخلاصة المسألة :
الانتماء للدين وهو الإسلام وحده
لا يجوز الانتماء لأى جماعة أو حزب
لا يجوز أن تسمى جماعة المسلمين بأى اسم لم يرد فى الوحى
من داخل الانتماء للإسلام الانتماء الآباء وهو ما يسمى الانتماء الأسرى
تجوز التسميات الناتجة من اتباع حكم من أحكام الله كالهجرة الذى سمى به المهاجرين وكذلك النصرة الذى سمى به الأنصار كما قال تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار"
الكتاب تأليف أحمد بن عبد الكريم نجيب وهو سؤال وجه للمؤلف عن انتساب البعض إلى جماعة معينة من الجماعات الموجودة فأجاب عنه وفى هذا قال :
"فقد تلقّيت من بعض الإخوة المقيمين في الديار الإيرلنديّة عن رأيي في التسمي بالسلفية أو غيرها ، وقولي في الانتماء إلى إحدى الجماعات الإسلاميّة العاملة في الساحة كجماعة الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو غيرها ؟ أو الخروج مع جماعة التبليغ بقصد الدعوة إلى الله تعالى ؟ و رأيي في التعامل مع المنتسبين إلى بعضها في شيء من أمور الدنيا أو مجالستهم وبدئهم بالسلام ؟"
وكان الإجابة هى :
"فقلت مستعيناً بالله تعالى :يسعنا في هذا الباب ما وسع سلفنا ، أهلَ السنّة والجماعة فالتزموه وتواصوا به ، وهو لزوم الجماعة , وهي ما كان عليه السلف الصالح ، وربّما عرفوا بأهل السنّة أو أصحاب الحديث أو السلفيّون أو غير ذلك من المسمّيات إذ إنّ العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني كما نصّت القائدة المعروفة عند الفقهاء .
روى الآجري في ( الشريعة ) واللالكائي في ( شرح أصول الاعتقاد ) بإسناد صحيح أن الإمام أبا بكر بن عيَّاش سُئل ( ت 191هـ ) : مَن السُنِّيُّ ؟ فقال : " الذي إذا ذُكِرت الأهواء لم يتعصَّب لشيءٍ منها " .
ولفظ الجماعة لغةً مشتق من الجَمْعِ وهو : تأليف المفترق (كما في القاموس المحيط ولسان العرب ) ... قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( في مجموع الفتاوى : 3 / 157 ) : " الجماعة هي الاجتماع ، وضدها الفرقة ، وان كان لفظ الجماعة قد صار اسماً لنفس القوم المجتمعين " .
... واصطلاح أهل السنة والجماعة ، مُقتبس من مجموع ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ، من الآيات ، والأخبار الواردة في الحثّ على الاعتصام بالسنة ، وملازمة الجماعة ، والنهي عن الابتداع والفُرقة والاختلاف في الدين ... فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى : " ولا تتبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله " .. وقوله : " أن أقيموا الدين ولا تتفرَّقوا فيه " ] [.... روى الطبراني بإسناد حسن في تفسيره عن ابن عبَّاس - - في هاتين الآيتين قوله: " أمر الله المؤمنين بالجماعة و نهاهم عن الاختلاف والفرقة ، واخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله " .
... أما الأخبار الواردة في هذا الباب فكثيرة جداً ومنها :
... قوله (ص) في وصيته لحذيفة بن اليمان التي رواها الشيخان :
... " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " ، قال حذيفة : قُلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمام ؟ فقال :... " فاعتزل تلك الفرق كلَّها ، ولوان تعضَّ بأصل شجرةٍ حتى يُدركك الموت ، وأنت على ذلك " .... و روى الشيخان أيضاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي (ص) قال :... " ليس أحدٌ يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتةً جاهليَّةً " .... وفي حديث العرباض بن سارية المشهور ، أن رسول الله (ص) وعظهم موعظةً قال فيها :... " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الأمور فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة " ... ولأهميَّة لزوم الجماعة ، وعظيم شأنها ، بوَّب الشيخان كلٌّ في صحيحه ، والنسائيُّ , والترمذي ، كلٌّ في سننه ، على لزومها .... فقال البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة من صحيحه : باب قوله تعالى : " وكذلك جعلناكم أمَّةً وسَطاً " وما أمر النبي (ص) بلزوم الجماعة وهم أهل العلم .... وقال الإمام مسلم في كتاب الإمارة من صحيحه : باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كل حال ، وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة .
... وعنوَن النسائي في سننه : قتلُ من فارق الجماعة ، و ذِكرُ الاختلاف على زياد بن عِلاقة عن عَرْفَجَةَ فيه .... وعقد الترمذي في سننه باباً سمَّاه : باب ما جاء في لزوم الجماعة .... قلتُ : والجماعة التي يجب على المسلم لزومها ، و يحرم الخروج عليها ، ويستحق الوعيد من فارقها ، هم أهل الحقِّ في كل عصرٍ ومصرٍ ، وان قَلُّوا ... قال أبو شامة المقدسي ( كما في شرح أصول الاعتقاد للالكائي وتاريخ دمشق لابن عساكر ) :
... " حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة ، فالمراد به لزوم الحق واتِّباعه ، وان كان المستمسك به قليلاً ، والمخالف كثيراً " .... ثم استدل بقول عبد الله بن مسعود : " إن الجماعة ما وافق الحق ، وان كنت وَحدَك " .
... وفي ( تاريخ دمشق ) أيضاً أنّ نعيم بن حمَّاد قال : " إذا فسدت الجماعة ، فعليك بما كانت عليه قبل أن تفسد ، وان كنت وحدك ، فإنَّك الجماعة حينئذٍ " .... وقال أبوعيسى الترمذي تعالى في سننه ( 4 / 476 ) : " وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث " .
... وقول الترمذي هذا موافقٌ لما تقدّم معنا قبل قليلٍ قول الإمام البخاريِّ في معنى الجماعة : هم أهل العلم .... وقال الشاطبي في ( الاعتصام 2 / 260 وما بعدها ) : اختلف الناس في معنى الجماعة المرادة في الأحاديث على خمسة أقوالٍ :
أحدها : إنها السواد الأعظم من أهل الإسلام .والثاني : جماعة أئمة العلماء المجتهدين .والثالث : الصحابة على الخصوص .والرابع : جماعة أهل الإسلام إذا أجمعوا على أمر .والخامس : جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير .
وذهب بعض المتأخرين كابن تيمية , ومن وافقه إلى استعمال اصطلاح
( السلف الصالح ) كمرادف لاصطلاح ( أهل السنة ) ، وكثر في كلامهم ذكر عقيدة السلف ، ومنهجهم ، ومذاهبهم ، وما إلى ذلك مما يُراد به ما كان عليه أهل السنة والجماعة رضوان الله عليهم أجمعين .... وإذا أطلق لفظ السلف الصالح أريد به غالباً من عاش إلى نهاية القرن الثالث الهجري ، وقد كان ابن تيمية يحدُّهم فيجعل آخرهم الإمام ابن جرير الطبري ، وابن المنذر ( كما في منهاج السنة : 6 / 52،53 و 7/ 13 ) .
... وقال البربهاريُّ ( في السنّة 2 / 36 ) في تعريف الجماعة المذكورة في الأحاديث : " هم جماعة الحق وأهله " .... ومال إلى هذا الرأي الحافظ ابن كثير في ( النهاية ) ، وهو أولى الأقوال بالقبول فيما يظهر لي ، لكونه يشملها جميعاً ، والله أعلم .... وبعدُ ، فيسعنا الآن - وقد بيَّنا المراد من اصطلاحي السنَّة ، والجماعة كلٍّ على حدة - القول :
... إنَّ اصطلاح أهل السنة والجماعة يُطلق على أهل الحق ، في مُقابل أهل الضلال والبدع والشقاق ، انطلاقاً من القول بأنَّ السنة تعني : " ما كان عليه النبيُّ (ص) واصحابه اعتقاداً ، واقتصاداً ، وقولاً ، وعملاً " كما في( مجموع الفتاوى : 19 / 306,307 ) .... واوَّل ظهور للتسمية بأهل السنّة كان في عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ، أواخر عهد الخلافة الراشدة .... روى مسلم في مقدّمة صحيحه محمد بن سيرين قال : " لم يكونوا - أي الصحابة - يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة ، قالوا : سمُّوا لنا رجالكم ، فيُنظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ، و يُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم " .... وقد اشتهر إطلاق هذه التسمية على ما يُقابل الرافضة خاصةً ، حيث يكثر أن يُقال : انقسمت الأمة إلى سُنة و شيعة ، إضافة إلى المعروف عند أهل العلم من إطلاقه على أهل السنة المحضة .... قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( في منهاج السنّة 2 / 221 ) :... " فلفظ السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلاَّ الرافضة . . . وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة ، فلا يدخل فيه إلاَّ من أثبت الصفات لله تعالى ، و يقول إنَّ القرآن غير مخلوق " . ثمّ ساق جملة من عقائد أهل السنة والجماعة التي باينوا فيها أهل البدع .... والذي يعنينا في هذا المقام هو الإطلاق الثاني ، وعليه يمكن تعريف أهل السنة والجماعة بأنهم : " الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح عن الرسول (ص) أوعن أصحابه رضوان الله عليهم ، فيما لم يثبت فيه نصٌّ في الكتاب ، ولا عن الرسول (ص) " ، كما قرره أبو نصر السجزي ( في الرد على من أنكر الحَرف , ص : 99 ) .
... ولأهل السنة والجماعة ألقابٌ أخرى يُعرفون بها فهُم الفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة الثابتة على الحق في زمن الغربة ، لا يضرُّها من خذلها ، حتى تلقى الله وهي كذلك ، وقد ثبت وصفهم بذلك عن نبينا الأمين (ص)في الصحيحين و غيرهما ، حيث بوَّب الشيخان ، كلٌ في صحيحه على الطائفة المنصورة .... فقال البخاريُّ ( كما أسلفنا ) في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة : باب قول النبي (ص) : لا تزال طائفةٌ من أمتي على الحق ، وهم أهل العلم .... وفي كتاب الإمارة من صحيح مسلم : باب قوله (ص) : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرُّهم من خالفهم .... وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان ، أن رسول الله (ص) قال :... " لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرُّهم من خذلهم ، ولا من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " .
... وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، أنَّ رسول الله (ص) قال :
... " تفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين ملَّة ، كلُّهم في النار إلاَّ ملَّة واحدةٌ " ، قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : " ما أنا عليه واصحابي " ، أخرجه الترمذي و غيره بإسناد حسن .... قال ابن كثير ( في تفسيره : 4 / 433 ) : " هم أهل السنة والجماعة المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله (ص) ، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين ، وأئمة المسلمين " .... ولمَّا كان أهل الحديث خاصةً أثبت الناس على السنة ، وأكثرهم تمسكاً واعتصاماً بما كان عليه النبي (ص)و صحابته الكرام ، ذهب غير واحدٍ من أهل العلم والتحقيق إلى الجزم بأن أهل السنة والجماعة ، والطائفة المنصورة ، هم أهل الحديث والأثر .... أخرج الخطيب ( في شرف أصحاب الحديث , ص : 26 ) أنّ عبد الله بن المبارك قال : " هم عندي أصحاب الحديث " .... وفي ( ص : 25 و 27 منه أيضاً ) روى عن الإمام أحمد قوله : " إن لم يكونوا أصحاب الحديث ، فلا أدري من هم " .... وقال الإمام الترمذي في كتاب الفتن من سننه : سمعت محمد بن إسماعيل – يريد البخاري - يقول : سمعت علي بن المديني يقول ، وذكر هذا الحديث عن النبي : " لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق " : هم أهل الحديث ... و ذكر الشيخ عبد القادر الجيلاني ( في الغنية : 1 / 71 ) ، أنه ليس لأهل السنة إلا اسم واحدٌ يُعرفون به ،وهواصحاب الحديث .... و رُوي مثل هذا عن غير واحدٍ من السلف رحمهم الله ، ورضي عنهم .... وانَّما حاز أهل الحديث هذا الشرف العظيم ، لكونهم جمعوا بين الرواية والدراية ، إلى جانب العمل بما جاء في الأثر ، عن خير البشر (ص)، واعتقاد ما أرشد إليه .
أمّا من خالفت روايته عقيدته ومنهجه وعمله فلا يسلم من الابتداع ، وفي هذا السياق جاء قول أبي عمروبن الصلاح ( كما في الفتاوى والمسائل , ص : 213 ) : " قد يكون الإنسان من أهل الحديث وهومبتدع " .
... وقول شيخ الإسلام ابن تيمية ( في مجموع الفتاوى : 4 / 95 ) :
... " ونحن لا نعني بأهل الحديث ، المقتصرين على سماعه ، أوكتابته ، أو روايته ، بل نعني بهم كلَّ من كان أحقَّ بحفظه ، ومعرفته ، وفهمه ، ظاهراً ، وباطناً واتباعه باطناً ، و ظاهراً ، وكذلك أهل القرآن ، وادنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث ، والبحث عنهما ، وعن معانيهما ، والعمل بما علموه من موجَبهما " .... وقد سمي أهل السنة ِ أهلَ الحديث ، لأنهم حفظته ، و نقلته ، و حَمَلته . قال اللالكائي ( في شرح أصول الاعتقاد : 1 / 22 ) :... " لم نجد في كتاب الله وسنة رسوله ، واثار صحابته ، إلا الحثَّ على الاتباع ، و ذم التكلف والاختراع ، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين وكان أولاهم بهذا الوسم ، واخصهم بهذا الرسم أصحاب الحديث ، لاختصاصهم برسول الله (ص) , واتباعهم لقوله ، و طول ملازمتهم له ، وتحملهم علمه " .
... والفرق التي تزعم الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ، وتدعي الاعتصام بخير الهديِ ، هديِ محمد (ص) في أصول الدين وفروعه ، كثيرة جداً ، " غير أن الله أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار ، لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم ، خلفاً عن سلف ، وقرناً عن قرن ، إلى أن انتهوا إلى التابعين ، واخذه التابعون عن أصحاب رسول الله (ص)عن رسول الله (ص) ، ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله الناس من الدين القويم ، والصراط المستقيم ، إلاَّ هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث ، أمَّا سائر الفرق ، فطلبوا الحديث لا بطريقه فحادوا عن الحق ، و زاغوا عنه " ، كما قرر ذلك الأصفهاني ( في الحجة في بيان المحجّة : 2 / 22 وما بعدها ) ."
الإجابة اعتمدت على نقول لا يوجد بها نص من القرآن أو حتى الروايات يقول أن أهل السنة والجماعة هم المسلمون وطالما لا يوجد نص فى التسمية فكل الكلام باطل لأن ما بنى على غير أساس لا وجود له
الغريب فى الأمر هو أن الرجل كغيره تركوا نصوص الوحى وأهمها قوله تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه "إلى هراء وهو استنتاجات فمثلا الروايات التى أوردها الرجل تتحدث هم الجماعة فقط دون أى إضافة ومن ثم من الطبيعى إذا كان الدين هو الإسلام أن تكون جماعة المسلمين
والغريب هو التناقض الذى وقع فيه المؤلف فبعد أن جعل الانتماء لأهل السنة والجماعة عاد من خلال نقوله فجعله لأهل الحديث وهم العاملون بعلم الحديث وأما بقية الناس فليسوا هم الجماعة ولا أهل السنة
يوجد إسلام ومسلمون ولا يوجد دين اسمه دين أهل السنة والجماعة لعدم ورود الاسم فى الوحى
والأغرب هو أن الرجل يزكى القوم سواء كانوا أهل السنة والجماعة أو أهل الحديث مع أنه أخرج من الجماعة كل من ليس بعالم حديث بنقله قولهم" ونحن لا نعني بأهل الحديث ، المقتصرين على سماعه ، أو كتابته ، أو روايته ، بل نعني بهم كلَّ من كان أحقَّ بحفظه ، ومعرفته ، وفهمه ، ظاهراً وباطناً واتباعه باطناً وظاهراً" ومن ثم فمن يسمونهم عامة المسلمين هم كفرة لا ينتمون للجماعة حسب هذا الكلام وهو ما يخالف نهى الله عن تزكية النفس فى قوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
وفى سبيل الإجابة تناول حبيب مسائل ظن أنها متعلقة بالانتماء فقال:
"وبعد هذا العرض المسهب لبيان أهل الحق أرى من المناسب أن أردفه بجملة من المسائل تعميماً للفائدة ، وتقريراً لما أدين الله تعالى به ، وما كنت لأخالف في شيء من ذلك منهج أهل السنّة والجماعة أو خالف أهل العلم أتباع الكتاب والسنّة على فهم السلف من أهل العلم المعاصرين الأجلاء .
المسألة الأولى : حول تسمية أهل الحق ، فقد عرفوا منذ عصر صدر الإسلام زمن الخلفاء الراشدين بأهل السنّة ثم احتيج لتحديد المراد بهذا الوصف بعد أن زعم بعض المبتدعة الانتساب إلى السنّة ، فقيل هم أهل العلم ، وقيل هم أهل الحديث ، وقيل هم الجماعة ، وقيل غير ذلك وكل ذلك حقّ لا مرية فيه إذ إنّ العبرة بالمنهج وليس بالمسمّيات .
وفي العصر الحديث قال محدث الديار الشاميّة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني [ في إجابته على سؤالي له عن التسمّي بالسلفيّة ] : ( لما صار أهل البدع ينسبون أنفسهم إلى السنة ، و صار من أدعيائها الأشاعرة والماتريديّة وكثير من الصوفيّة اضطُرَّ أهل الحق إلى تمييز أنفسهم فانتسبوا إلى السلفيّة وقالوا نحن سلفيّون ) وقال : في مقام آخر : إن اصطلاح السلفيّة جاء بديلاً عن اسم أهل السنّة والجماعة المتمسكين بالكتاب والسنّة على فهم السلف الصالح ، بمعنى أنّه اختصار لهذه العبارة الطويلة .
وكلام الشيخ في هذا المجال كثيرٌ مشهور ، وله ما يبرره ، فهو كلامٌ وجيه ، غير أنّي لا أعلم أحداً سبق الشيخ ناصر في الدعوة للتسمّي بالسلفيّة ، والذي أعرفه عن علماء نجد كالشيخين عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين رحمهما الله ، أنّهما لا يرون بأساً بالتسمي بالسلفيّة ، ولا يأمرون به ولا ينهون عنه ، ولا يفضلونه على التسمّي بمذهب أهل السنّة والجماعة ، بل ذهبوا أبعد من ذلك في التأكيد على أن لا عبرة للتسميات المحدثة ، بل العبرة بما تصدق عليه هذه التسميات ، فإن كان المراد منها الحق فالحق أحق أن يُتّبَع ، وان لم تكن الأسماء سائغة عند المخالفين .
ومن هذا المنطلق لم يستنكر الشيخ ابن باز تسمية أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب ( السلفيّة ) بالوهّابيّة ولم ير غضاضةً في ذلك ، بل اعتبر لقب الوهّأبية لقباً شريفاً عظيماً إذا أُطلِق على أهل التوحيد الخالص , فقال بعد أن أثنى على الشيخ محمد بن عبد الوهّاب وعرّف بدعوته : ( فصارت دعوته تجديدية إسلامية عظيمة ، نفع الله بها المسلمين في الجزيرة العربية وفي غيرها رحمة واسعة ، و صار أتباعه ومن دعا بدعوته و نشأ على هذه الدعوة في نجد يسمى بالوهابي ، وكان هذا اللقب علما لكل من دعا إلى توحيد الله ، و نهى عن الشرك وعن التعلق بأهل القبور، أو التعلق بالأشجار والأحجار، وأمر بالإخلاص لله وحده وسمي وهابيا، فهو لقب شريف عظيم يدل على أن من لقب به فهو من أهل التوحيد ، ومن أهل الإخلاص لله ، وممن ينهى عن الشرك بالله ، وعن عبادة القبور والأشجار والأحجار والأصنام والأوثان , هذا هو أصل هذه التسمية وهذا اللقب ، هو نسبة إلى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي الداعي إلى الله عز و جل رحمة واسعة ) .وهذه الفتوى معروفة مشهورة منشورة ، وهي مثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وكما أسلفت فإن الشيخ لا يوصي بالتسمي بالانتساب إلى السلفيّة ، ولا ينهى عنه عند ذكر المنتسبين إلى السلف الصالح ، ومن الانصاف أن أورد مثالاً على ذكره للسلفيين في معرض الثناء ، حيث وُجّه إليه السؤال التالي :كثرت الطوائف والفرق التي تزعم أنها هي الطائفة المنصورة ، واشتبه على كثير من الناس الأمر ، فماذا نفعل خاصة أن هناك فرقا تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية و نحو ذلك من الفرق فكيف نميز بارك الله فيكم ؟ فأجاب قائلاً : ثبت عن رسول الله (ص)أنه قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة- يعني كلها في النار إلا واحدة وهم أتباع موسى- وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة- والمعنى أن كلها في النار إلا واحدة وهم التابعون لعيسى عليه السلام- قال وستفترق هذه الأمة- يعني أمة محمد (ص)- على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل : يا رسول الله ، من هي الفرقة الناجية ؟ قال : " الجماعة " وفي لفظ : ما أنا عليه وأصحابي .
هذه هي الفرقة الناجية ، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول (ص)واستقاموا عليه ، وساروا على نهج الرسول (ص)و نهج أصحابه ، وهم أهل السنة والجماعة ، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذين تابعوا السلف الصالح ، وساروا على نهجهم في العمل بالقرآن والسنة ، وكل فرقة تخالفهم فهي متوعدة بالنار .اهـ .
وهذه الفتوى مثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
قلتُ : لا أحسبني أجانب الصواب أو أخالف الحق إذا آثرت الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ، فلم أزد في التعريف بنفسي على أن أقول : مسلمٌ سنّي وكفى مع أني أعذر من آثر التسمية بالسلفي أو الأثري أو الانتساب إلى السلفيّة أو الأثريّة أواهل الحديث إذا رأى في ذلك مصلحة شرعيّةً ، وارانا على الجادّة ذاتها التي درج عليها أهل السنة والجماعة ، وسار عليها السلف الصالح ، وان اختلفنا في التسمية أو فيما يسوغ فيه الخلاف من مسائل الفروع وممّا يحفزني للتمسّك بالأصل أنّ مبرر التسمي بالسلفيّة الذي ذكره العلاّمة الألباني ، قد تكرر وجوده في المنتسبين إلى السلفيّة اليوم ، فكما أن المنتسبين إلى أهل السنّة دخل فيهم بعض أهل البدع ، فقد ادّعى السلفيّة اليوم بعض من خالف منهج السلف ، واخر من انتسب إلى السلفيّة وأنكر عليه أتباع محمود الحدّاد ، نزيل المدينة النبويّة – سابقاً – الذي ردّ عليه العلماء الأفذاذ ، وفي صدارتهم فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله و رعاه ، وان شئت الاستزادة والتثبت من ذلك فارجع إلى الرابط التالي على الشبكة :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
والخلاصة عندي أنّه إذا سُوّغ الانتساب إلى السلفيّة كبديل أو مرادف للنسبة لأهل السنّة والجماعة بسبب ادّعاء الأدعياء أنّهم من أهل السُنّة ، فإن في ادّعاء آخرين للسلفيّة مع خروجهم ( من أو على ) منهج السلف في التبديع وقواعده ، مسوّغ للعودة إلى التسمية الأم ، والانتساب إلى السنّة والجماعة ، و حَسْب ."
كما قلنا من نقل عنهم الرجل يخالفونه فهو يقول أن الانتماء لأهل السنة والجماعة وهم السلف هو المبدأ والمنتهى وأما هم فالألبانى أجاز التسمية بالسلفيين وابن باز أجاز التسمية بالوهابية والغريب فى كلام ابن حبيب هو إصراره على تسمية أهل السنة والجماعة مع أن الرواية التى استشهد تقول الجماعة فقط أو ما أنا عليه وأصحابى والجماعة هى جماعة المسلمين المؤمنين المتقين المحسنين .. وما عليه النبى (ص) والمؤمنين كان هو الإسلام فالتسمية لم ترد لا فى قرآن ولا فى رواية ومع هذا نجد إصرارا غريبا على التمسك بها مع أنها من اختراع الناس أى بدعة بألفاظ القوم
ومن ثم لا يجوز أن يسمى المسلمون إلا بما سماهم الله كما قال تعالى " ملة أبيكم إبراهيم هو الذى سماكم المسلمين"
ومن ثم لا يجوز أن ينتمى المسلم لأى واحد من الناس كالوهابى والسلفى والأثرى وإنما ينتمى لشىء واحد هو الإسلام
ثم تناول مسألة الانتماء للجماعات والـحزاب فقال:
"المسألة الثانية : فيما يتعلّق بالأحزاب والجماعات الإسلامية ، فأقول :
أمّا الأحزاب والجماعات الإسلاميّة العاملة في الساحة ، فرأيي فيها معروف ، إذ إنني دَأَبتُ على الدعوة إلى التعاون الشرعي بديلاً عن التعصّب الحزبي ، و حذّرتُ واحذّر نفسي واخواني من الأحزاب والتحزب والتحزيب ، والتعصب والموالاة والمعاداة على الأسس الحزبية ، وفي أُطُرٍ جماعيّة فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان ، وما فتئت أقرر ذلك وادعواليه في كتاباتي ومقالاتي و خطبي ، واخر ذلك خطبة الجمعة الملقاة في مسجد دَبلِن في إيرلندا بتاريخ الخامس عشر من شهر الله المحرم عام 1423للهجرة ، بعنوان : ( واجب الآباء نحو الأبناء في الغرب ) والمثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
والتزاماً بما ارتضيت وانتهجت من إجلال أهل العلم واحترام آرائهم ، والردّ إليهم فيما يعرض للمسلمين من نوازل ومسائل ، فإنني أثبت هنا رأي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في حكم الانتماء إلى الجماعات الإسلاميّة ، حيث سُئِل عن حكم الانتماء للجماعات الإسلامية ، والالتزام بمنهج جماعة معينة دون سواها ؟فأجاب بقوله : الواجب على كل إنسان أن يلتزم بالحق ، قال الله عز وجل ، وقال رسوله (ص)، وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم ، ولكن يلتزم بالحق ، واذا انتسب إلى أنصار السنة وساعدهم في الحق ، أوالى الإخوان المسلمين و وافقهم على الحق من دون غلو ولا تفريط فلا بأس ، أما أن يلزم قولهم ولا يحيد عنه فهذا لا يجوز ، وعليه أن يدور مع الحق حيث دار ، إن كان الحق مع الإخوان المسلمين أخذ به ، وان كان مع أنصار السنة أخذ به ، وان كان مع غيرهم أخذ به ، يدور مع الحق ، يعين الجماعات الأخرى في الحق ، ولكن لا يلتزم بمذهب معين لا يحيد عنه ولوكان باطلا ، ولو كان غلطا ، فهذا منكر ، وهذا لا يجوز ، ولكن مع الجماعة في كل حق ، وليس معهم فيما أخطئوا فيه .اهـ .
وهذه الفتوى مثبتة في الجزء الثامن من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، للشيخ ، وهي مثبتتة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ومن الجلي في هذه الفتوى أنّ الشيخ تعالى يفرّق في الحكم بين منتسبٍ إلى جماعة ما لمساعدتهم على الحق بدون غلو أو تفريط أو تعصب فهذا ممّا لا بأس به عنده .
أما الذي ينتسب إلى جماعةٍ ما عن تعصّب يجعله يلتزم مذهباً لا يحيد عنه ولو كان باطلاً أو غَلَطاً ، فهذا منكرٌ لا يجوز .ومن المناسب هنا أن نثبت نصيحة الشيخ لأعضاء هذه الجماعات حيث سُئل ( كما في المجلّد الخامس من مجموع فتاواه ومقالاته المتنوعة ) بم ينصح الشباب داخل هذه الجماعات ؟فأجاب قائلاً : أن يترسموا طريق الحق و يطلبوه ، وان يسألوا أهل العلم فيما أشكل عليهم ، وان يتعاونوا مع الجماعات فيما ينفع المسلمين بالأدلة الشرعية ، لا بالعنف ولا بالسخرية ، ولكن بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن وان يكون السلف الصالح قدوتهم ، والحق دليلهم ، وان يهتموا بالعقيدة الصحيحة التي سار عليها رسول الله (ص)و صحابته".وهذه الفتوى منشورة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
ما نقله ابن حبيب عن ابن باز يناقض نقله الأول عنه فقد أجاز فى الفتوى الأولى الانتماء لجماعة الوهابية بقوله" وكان هذا اللقب علما لكل من دعا إلى توحيد الله ، و نهى عن الشرك وعن التعلق بأهل القبور، أو التعلق بالأشجار والأحجار، وأمر بالإخلاص لله وحده وسمي وهابيا، فهو لقب شريف عظيم يدل على أن من لقب به فهو من أهل التوحيد" بينما حرم الانتماء للجماعات كالإخوان وأنصار السنة وأهل الحق..فقال فى الفتوى الثانية" وألا يلتزم بمنهج أي جماعة لا إخوان مسلمين ولا أنصار سنة ولا غيرهم"
ومن ثم لا يجوز لمسلم أن يسمى نفسه بأى تسمية لم ترد فى الوحى فهو ينتمى لجماعة واحدة فقط هى جماعة المسلمين وهى تشمل كل مسلم يتبع الوحى دون غيره
وتناول ابن حبيب المسألة الثالثة وهى التعامل مع المخالف الجماعى أو الحزبى فقال:
"أمّا المسألة الثالثة والأخيرة في هذا المقام ، فعن التعامل مع المخالف ( و خاصّة المنتسبين أو المنسوبين إلى الجماعات والأحزاب والمحسوبين عليها ) سواء منهم ذي البدعة الظاهرة التي يُجاهر بها ، أومن لم تظهر منه بدعة ولكن شُكّ في أمره بسبب صحبته وبطانته ، فأقول :
فقد قرّرت في رسالةٍ سابقةٍ لي كتبتها و نشرتها قبل أكثر من عشر سنين حول هجر المبتدعة مقرّراً أن هذا الهجر من أصول منهج أهل السنّة والجماعة في التعامل مع المبتدع ، ولكن الأمر ليس على إطلاقه ، فلا يهجر المسلم لمجرد وقوعه في البدعة ، إذ إن البدعة لا تقع على من وقع فيها مطلقاً , بل لا بدّ من التفصيل والتبيين .كما أنّه يرجع في باب الهجر إلى مراعاة المصالح والمفاسد ، فقد يعامل المبتدع بشدّة تفوق معاملة الكافر أحياناً ، إذا غلب على الظنّ إن في الغلظة عليه ردعٌ له عن بدعته ، تردّه إلى جادّة الصواب ، أمّا إن كان الهجر عديم الجدوى أو يؤدّي إلى مفسدةٍ أكبر فالأولى عدمه ، بل يعدل عن الهجر إلى ما قد يكون أبلغ في الزجر ، كالمناصحة والمحاجّة والمجادلة بالتي هي أحسن .
وبالجملة فإن أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُمكن أن تُنَزّل على مسألة الزجر بالهجر ، و يراعى هنا ما يراعى هناك من المصالح و جلبها ، والمفاسد و درئها .وتفصيل هذه المسألة هو موضوع الحلقة الرابعة من الدراسات المنهجيّة التي نشرتها بعنوان : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : ضوابط واحكام في مواجهة أهل الحوادث والبدع ، وهومطبوعٌ و ينشر على الشبكة قريباً إن شاء الله .
غير أنّ ما لا يُقبل تأخير بيانه في هذا المقام هو ما سبق لي نشره على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التالي :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وهو عن وجوب العدل في الحكم على المبتدعة ، وما يترتب على ذلك من الموالاة والمعاداة ، حيث أمرنا الله تعالى بالعدل فقال سبحانه : ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) [ المائدة : 8 ] .وإذا كنّا عادلين في باب البراءة من المبتدعة وبغضهم ومباينتهم ، فلا بد أن يكون ذلك بحسب البدعة المتَلبَّس بها ، مع موالاتهم ومحبتهم لما فيهم من الخير والبر من جهات أخرى ، هذا في حال كون البدعة غير مكفّرة ، و غير منافيةٍ لأصول أهل السنّة والجماعة المتفق عليها ، فيكون ( الحب والبغض بحسب ما فيهم من خصال الخير والشر ، فإنّ العبد يجتمع فيه سبب الولاية وسبب العداوة ، والحب والبغض ، فيكون محبوباً من وجه ، ومبغوضاً من وجه ، والحكم للغالب )[ شرح العقيدة الطحاويّة ، لابن أبي العز الحنفي ، ص : 434 ] .وهذا مقتضى العدل ، وقد قرره شيخ الإسلام ابن تيميّة في قوله: ( إذا اجتمع في الرجل الواحد خير و شر ، وفجور وطاعة ومعصية ، سنة وبدعة ، استحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير ، واستحق من المعاداة بقدر ما فيه من الشر ، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة ، فيجتمع له من هذا ومن هذا ، كاللص الفقير نقطع يده لسرقته ، و يُعطى من بيت المال ما يكفي حاجته ، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنّة والجماعة ) .[ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 28/209 ].وبناءً على ما تقدم ممّا هو مقرّر عند أهل السنة والجماعة ، وهو ما أدين الله تعالى به أقول :
إنّ أهل البدع ليسوا على درجةٍ واحدةٍ ، ففيهم المبتدع الكافر ببدعته ، وفيهم الفاسق بتلبسه بها ، وفيهم الداعية إليها ، و غير الداعية ، وفيهم المعذور بجهله أو اجتهاده ، و غير المعذور شأنهم في ذلك شأن أهل الإيمان عند من قال إنّه يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان [ وهو مذهب جمهور أهل السنة خلافاً للحنفيّة . انظر : شرح الطحاويّة ، ص : 335 وما بعدها ]فلا بد أن يُنزل كلّ إنسان منزلته ، و يُحلَّ محلَّه ، و يأخذ حقّه من المعاملة ولاءً وبراءً .وهذا العموم في التعامل مع المخالفين لا بُدّ من تخصيصه إذا أريد تنزيله على الواقع المعاصر أو اعضاء واتباع الأحزاب والجماعات الإسلاميّة المعاصرة , و خير من تناول هذا الموضوع فشفى و وفى هو سماحة الشيخ العلاّمة عبد العزيز بن باز ، ومن رسائله الكثيرة الوفيرة ، وفتاواه المنيرة التي يسدي فيها نصحه لأتباع الجماعات والأحزاب ، و يوجّه إلى الآخرين إلى معاملتهم وفق الشريعة الغراء ، أقتطف الرسالة التالية وهي منشورة في الجزء السابع من ( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ، للشيخ ) ، ومعروضة على الرابط التالي في شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) :
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وهي عبارة عن سؤال و جواب فيما يلي نصّهما :
السؤال : تعلم يا سماحة الشيخ ما حل في الساحة من فتن فأصبح هناك جماعات مثل جماعة التبليغ و جماعة الإخوان والسلفية و غيرهم من الجماعات وكل جماعة تقول : إنها هي التي على صواب في اتباع السنة من هم الذين على صواب من هذه الجماعات ومن نتبع منهم ؟ ونرجو منك أن تسميهم بأسمائهم ؟
الجواب : الجماعة التي يجب اتباعها والسير على منهاجها هم أهل الصراط المستقيم ، هم أتباع النبي وهم أتباع الكتاب والسنة الذين يدعون إلى كتاب الله وسنة رسوله قولا وعملا ، أما الجماعات الأخرى فلا تتبع منها أحدا إلا فيما وافقت فيه الحق . سواء كانت جماعة الإخوان المسلمين أو جماعة التبليغ أو انصار السنة أومن يقولون إنهم السلفيون أوالجماعة الإسلامية أومن تسمي نفسها بجماعة أهل الحديث واي فرقة تسمي نفسها بأي شيء فإنهم يطاعون و يتبعون في الحق والحق ما قام عليه الدليل وما خالف الدليل يرد عليهم و يقال لهم : قد أخطأتم في هذا ، فالواجب موافقتهم فيما يوافق الآية الكريمة أوالحديث الشريف أو اجماع سلف الأمة .أما ما خالفوا فيه الحق فإنه يرد عليهم فيه فيقول لهم أهل العلم : قولكم كذا وفعلكم كذا خلاف الحق- هذا يقوله لهم أهل العلم فهم الذين يبصرون الجماعات الإسلامية . فأهل العلم العالمون بالكتاب والسنة الذين تفقهوا في الدين من طريق الكتاب والسنة ، هم الذين يعرفون تفاصيل هذه الجماعات وهذه الجماعات عندها حق وباطل فهي ليست معصومة وكل واحد غير معصوم ولكن الحق ما قام عليه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله (ص)أو اجماع سلف الأمة سواء من هذه الجماعات أومن الحنابلة أوالشافعية أوالمالكية أوالظاهرية أوالحنفية أو غيرهم - فما قام عليه الدليل فهو الحق وما خالف الدليل من كتاب الله أو سنة رسول الله (ص)أوالإجماع القطعي يكون خطأ واما الذين يدعون إلى غير كتاب الله وسنة رسوله (ص)، فهؤلاء لا يتبعون ولا يقلدون ، إنما يطاع و يتبع من دعا إلى كتاب الله وسنة رسوله (ص)واصاب الحق فإذا أخطأ فإنه يقال له : أحسنت إذا أحسن واخطأت إذا أخطأ و يتبع في الصواب ، و يدعي له بالتوفيق ، واذا أخطأ يقال له أخطأت في كذا و خالفت الدليل الفلاني والواجب عليك التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق - هذا يقوله أهل العلم واهل البصيرة - أما العامي فليس من أهل العلم وانما العلماء هم العلماء بالكتاب والسنة المعروفون الذين يتبعون الكتاب والسنة فعلى العامي أن يسأل هؤلاء الذين عرفوا الكتاب والسنة عما أشكل عليه مثل أن يسألهم ما تقولون في دعوة فلان الذي يقول كذا و يقول كذا حتى يتبصر و يعرف الحق كما قال الله سبحانه : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وهم أهل العلم بكتاب الله وسنة رسوله أما أهل البدعة فليسوا من أهل الذكر ، والدعاة إلى البدعة ليسوا من أهل الذكر أيضا . قلت : فالواجب إذن مناصحة القوم ومحاججتهم ، وعدم مجاملة أحدٍ منهم أياً كان بالسكوت على خطئه ، أوعدم إنكاره عليه ، و دعوته إلى التوبة منه ، وهذا واجب كفائي على أهل العلم والفضل ، كما قال الشيخ ( هذا يقوله أهل العلم واهل البصيرة- أما العامي فليس من أهل العلم وانما العلماء هم العلماء بالكتاب والسنة المعروفون الذين يتبعون الكتاب والسنة ) .
وانني إذ أعذر قوماً ذهبوا إلى الهجر مُطلقاً ، مرجحين أن في المخالطة أوالسلام على الحزبيين ( على تنوّعهم ) أومن يُظَنّ أنّهم كذلك ردعاً و زجراً لهم ، وسلامة للهاجر من موت القلب أواستمراء البدع أوتبلّد الإحساس تجاه البدع واهلها .
فإنني أنظر إلى المسألة على أنّها مما تدخل فيه مراعاة المصالح والمفاسد ، إضافة إلى مشروعيّة الخلاف في الحكم على الأشخاص الذين لمّا تُقم عليهم الحجّة بعد ، أولا يجاهرون بما يخالف الحق .
هذا ما أدين الله به ، فإن أصبت فمن الله ، وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، وافوّض أمري إلى الله ، إنّ الله بصيرٌ بالعباد ."
مما سبق نجد أن الرجل ومن نقل عنه وهو ابن باز انتهوا إلى أن الجماعات والأحزاب عندها الحق والباطل وانتهى ابن باز على وجه الخصوص إلى أن معه دليل الوحى هو الذى على الحق وهو أمر يسلم به كل مسلم ولكن الم باز جرنا إلى مصيبة المصائب وهى ان من وافق المذاهب الفقهية فهو على الحق مع أنهم مختلفون فى أكثر المسائل وكل منهم معه دليل ينسبه للوحى الحديثى ومعظمها إن لم يكن كلها أدلة متناقضة فكيف يكون الحق معهم جميعا والحق واحد لا كثرة
ومن ثم فالقول بالانتهاء للوحى هو الحق وأما المذاهب فكما قلنا تجرنا إلى الاختلاف والتناقض الذى لا يمكن أن يصدر عن الخالق الذى انزل الدين فجمع المسلمين على شىء واحد لا اختلاف فيه كما قال " فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه"
وخلاصة المسألة :
الانتماء للدين وهو الإسلام وحده
لا يجوز الانتماء لأى جماعة أو حزب
لا يجوز أن تسمى جماعة المسلمين بأى اسم لم يرد فى الوحى
من داخل الانتماء للإسلام الانتماء الآباء وهو ما يسمى الانتماء الأسرى
تجوز التسميات الناتجة من اتباع حكم من أحكام الله كالهجرة الذى سمى به المهاجرين وكذلك النصرة الذى سمى به الأنصار كما قال تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار"
أمس في 9:27 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في مقال كيف يقوم المخ بالحكم الأخلاقى على الأشياء؟
الخميس نوفمبر 14, 2024 9:39 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب إبطال ما استدلّ به لإمامة أبي بكر
الأربعاء نوفمبر 13, 2024 9:06 pm من طرف رضا البطاوى
» رءوس السنة
الثلاثاء نوفمبر 12, 2024 11:01 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى بحث قاعدة التصحيح القرآنية لمفاهيم المصطلحات العربية العشوائية
الإثنين نوفمبر 11, 2024 10:04 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى كتاب الضرب بالنوى لمن أباح المعازف إجابة للهوى
الأحد نوفمبر 10, 2024 9:47 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى كتاب حكم الوقف على رؤوس الآي وتخريج الحديث الوارد في ذلك
السبت نوفمبر 09, 2024 10:17 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى مقال الله ليس بجسم
الجمعة نوفمبر 08, 2024 9:45 pm من طرف رضا البطاوى
» نقد كتاب الاستخارة
الخميس نوفمبر 07, 2024 9:44 pm من طرف رضا البطاوى