خطبة الجمعة
تكريم الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه وسلم.
لقد كرم الله عزوجل نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم تكريماً ما لم يكرمه أحداً من العالمين فالقارئ للقرآن الكريم بتدبر وتفكر ,يجده قد تحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم حديثاً جامعاً لكل معاني الخير والفضل والهداية..وهذا ما يزيد المؤمنين إيماناًً ويقيناً ,بأن إتباعهم للنبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم هو عين الحق ,والخير,و الهداية والسعادة في الدنيا والآخرة .
من أجل هذا التكريم كان للنبي الخاتم حقوق علينا وعلي الناس كافة من هذه الحقوق:
وجوب طاعته صلي الله عليه وسلم.
فمن وجوه التكريم للنبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالي أوجب علي كل مسلم طاعة هذا النبي الكريم في كل ماأمر به ,وفي كل مانهي عنه..وفي جوب اتباع النبي الأمي والإيمان به ..يقول الله تعالي :"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21).ونحن لانكاد نعرف بشراًأوجب الله علي العباد أن يتخذوه أسوة وقدوة غير نبينا محمد صلي الله عليه وسلم فقد قرن طاعته بطاعته فقال تعالي :"مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"(النساء/80) وجعل طاعته علامة للفوز بالجنة فقال تعالي :"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"(الأحزاب/71).
هذا بالنسبة لأمة محمد صلي الله عليه وسلم و للأمم الأخري والناس كافة وهو ما يوضحه الكتب السماوية جمعاء وفي مقدمتها (القرآن والأنجيل والتوراة..) فلما كانت مهمة المسيح عليه السلام هي وصل ما سبق بما هو آت ،كان علي أتباعه الايمان بالنبي الذي بشربه ,وهو عليه السلام قد أخبربني اسرائيل بذلك فيما حكاه القرآن علي لسانه في قوله تعالي :"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ َالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ "(الصف/6) فنبي الله عيسي عليه السلام مهمته محصورة في أمرين :التصديق والبشارة كما سنري من خلال سرد أحداث النبؤات التي بشر بها الأنبياء بخاتم النبيين صلي الله عليه وسلم ..
وجوب محبته صلي الله عليه وسلم.
وجوب ولزوم محبته صلي الله عليه وسلم وتقديم محبته علي الأهل والمال والولد والنفس لأن محبته من محبة الله عزوجل قال تعالي :" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"(التوبة/24).
محبته عزوجل من محبته صلي الله عليه وسلم .
كما جعل المولي عزوجل لزوم محبته من محبة الرسول واتباعه صلي الله عليه وسلم علامة علي المحبة قال تعالي:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"(آل عمران/31).هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولهذا قال : " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء : ليس الشان أن تحب إنما الشأن أن تحب وقال الحسن البصري : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية فقال : "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "..
وجوب توقيره
لم يكتفي القرآن الكريم في تكريم النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم بوجوب طاعته ومحبته بل أوجب أيضاً-التزام توقيره وتعظيمه,ويكفي في ذلك قوله تعالي في مطلع سورة الحجرات:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ "(الحجرات/1-3)
إنعام الله تعالي به علي المؤمنين.
ومن أسمي ألوان التكريم من الله عزوجل للنبي الخاتم صلي الله عليه وسلم امتنانه سبحانه وتعالي علي المؤمنين به كما في قوله عزوجل :"لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".(آل عمران/164).
وجوب التأسي به صلي الله عليه وسلم .
ومن مظاهر التكريم للنبي الخاتم صلي الله عليه وسلم أن الله عزوجل أوجب التأسي به فقال تعالي : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21). وهذه الآية أصل كبير في وجوب التأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ,ولهذا أمر تبارك وتعالي الناس بالتأسي بالنبي صلي الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصا برته ومرابطته ومجاهدته ,وانتظاره الفرج من ربه عزوجل ,مع أخذه بالأسباب في حفر الخندق ومشاركته بنفسه في أعمال الحفر الشاقة.
فقال تعالي للذين تضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب :" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ .."(الأحزاب/21).أي هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله صلي الله عليه وسلم ؟!
تفضيله علي غيره من الأنبياء عليهم السلام.
ضل الله عزوجل نبيه الخاتم محمد علي سائر الأنبياء والرسل الكرام وهذا واضح في قوله تعالي:"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ للَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ "(البقرة/253).والذي عليه المحققون من العلماء والمفسرين أن المقصود بقوله تعالي:" بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ "هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لأنه هو صاحب الدرجات الرفيعة,وصاحب المعجزة الخالدة المتمثلة في القرآن الكريم,وصاحب الرسالة الجامعة لمحاسن الرسالات السماوية السابقة.
اشتق الله له أسماءً من أسمائه الحسني.
كما أنه سبحانه وتعالي اشتق له أسماءً من أسمائه الحسني فقال تعالي :" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"(التوبة/128).
والله عزوجل من أسمائه رءوف رحيم قال تعالي:"وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"(النور/20).
عموم رسالته صلي الله عليه وسلم .
كما أن الله عزوجل بعث كل نبي لأمته خاصة وبعث نبينا للناس عامة فقال تعالي :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "(سبأ/28)
يقول تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم تسليما"وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " أي إلى جميع الخلائق من المكلفين ..
وجوب الصلاة عليه صلي الله عليه وسلم .
قال تعالي:" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"(الأحزاب/56).وقد اوجب الله عز وجل الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم تكريماً له كما ذكر جمهور العلماء ففي تفسيرأبي السعود لهذه الآية: "يصلون على النبي قيل الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار وقال ابن عباس رضي الله عنهما أراد ان الله يرحمه والملائكة يدعون له وعنه أيضا يصلون يبركون وقال ابو العالية صلاة الله تعالى عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاتهم دعاؤهم له ..أي يعتنون بما فيه خيره وصلاح امره ويهتمون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه وذلك من الله سبحانه بالرحمة ومن الملائكة بالدعاء والاستغفار يأيها الذين آمنوا صلوا عليه اعتنوا انتم أيضا بذلك فإنكم أولى به وسلموا تسليما قائلين اللهم صل على محمد وسلم او نحو ذلك وقيل المراد بالتسليم انقياد أمره والآية دليل على وجوب الصلاة والسلام عليه مطلقا من غير تعرض لوجوب التكرار وعدمه(تفسير أبي السعودج7ص114,113)[img][/img]
تكريم الله عزوجل لنبيه صلي الله عليه وسلم.
لقد كرم الله عزوجل نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم تكريماً ما لم يكرمه أحداً من العالمين فالقارئ للقرآن الكريم بتدبر وتفكر ,يجده قد تحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم حديثاً جامعاً لكل معاني الخير والفضل والهداية..وهذا ما يزيد المؤمنين إيماناًً ويقيناً ,بأن إتباعهم للنبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم هو عين الحق ,والخير,و الهداية والسعادة في الدنيا والآخرة .
من أجل هذا التكريم كان للنبي الخاتم حقوق علينا وعلي الناس كافة من هذه الحقوق:
وجوب طاعته صلي الله عليه وسلم.
فمن وجوه التكريم للنبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالي أوجب علي كل مسلم طاعة هذا النبي الكريم في كل ماأمر به ,وفي كل مانهي عنه..وفي جوب اتباع النبي الأمي والإيمان به ..يقول الله تعالي :"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21).ونحن لانكاد نعرف بشراًأوجب الله علي العباد أن يتخذوه أسوة وقدوة غير نبينا محمد صلي الله عليه وسلم فقد قرن طاعته بطاعته فقال تعالي :"مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"(النساء/80) وجعل طاعته علامة للفوز بالجنة فقال تعالي :"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"(الأحزاب/71).
هذا بالنسبة لأمة محمد صلي الله عليه وسلم و للأمم الأخري والناس كافة وهو ما يوضحه الكتب السماوية جمعاء وفي مقدمتها (القرآن والأنجيل والتوراة..) فلما كانت مهمة المسيح عليه السلام هي وصل ما سبق بما هو آت ،كان علي أتباعه الايمان بالنبي الذي بشربه ,وهو عليه السلام قد أخبربني اسرائيل بذلك فيما حكاه القرآن علي لسانه في قوله تعالي :"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ َالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ "(الصف/6) فنبي الله عيسي عليه السلام مهمته محصورة في أمرين :التصديق والبشارة كما سنري من خلال سرد أحداث النبؤات التي بشر بها الأنبياء بخاتم النبيين صلي الله عليه وسلم ..
وجوب محبته صلي الله عليه وسلم.
وجوب ولزوم محبته صلي الله عليه وسلم وتقديم محبته علي الأهل والمال والولد والنفس لأن محبته من محبة الله عزوجل قال تعالي :" قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"(التوبة/24).
محبته عزوجل من محبته صلي الله عليه وسلم .
كما جعل المولي عزوجل لزوم محبته من محبة الرسول واتباعه صلي الله عليه وسلم علامة علي المحبة قال تعالي:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"(آل عمران/31).هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولهذا قال : " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه وهو محبته إياكم وهو أعظم من الأول كما قال بعض العلماء الحكماء : ليس الشان أن تحب إنما الشأن أن تحب وقال الحسن البصري : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية فقال : "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "..
وجوب توقيره
لم يكتفي القرآن الكريم في تكريم النبي الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم بوجوب طاعته ومحبته بل أوجب أيضاً-التزام توقيره وتعظيمه,ويكفي في ذلك قوله تعالي في مطلع سورة الحجرات:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ "(الحجرات/1-3)
إنعام الله تعالي به علي المؤمنين.
ومن أسمي ألوان التكريم من الله عزوجل للنبي الخاتم صلي الله عليه وسلم امتنانه سبحانه وتعالي علي المؤمنين به كما في قوله عزوجل :"لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".(آل عمران/164).
وجوب التأسي به صلي الله عليه وسلم .
ومن مظاهر التكريم للنبي الخاتم صلي الله عليه وسلم أن الله عزوجل أوجب التأسي به فقال تعالي : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21). وهذه الآية أصل كبير في وجوب التأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ,ولهذا أمر تبارك وتعالي الناس بالتأسي بالنبي صلي الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصا برته ومرابطته ومجاهدته ,وانتظاره الفرج من ربه عزوجل ,مع أخذه بالأسباب في حفر الخندق ومشاركته بنفسه في أعمال الحفر الشاقة.
فقال تعالي للذين تضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب :" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ .."(الأحزاب/21).أي هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله صلي الله عليه وسلم ؟!
تفضيله علي غيره من الأنبياء عليهم السلام.
ضل الله عزوجل نبيه الخاتم محمد علي سائر الأنبياء والرسل الكرام وهذا واضح في قوله تعالي:"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ للَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ "(البقرة/253).والذي عليه المحققون من العلماء والمفسرين أن المقصود بقوله تعالي:" بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ "هو سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لأنه هو صاحب الدرجات الرفيعة,وصاحب المعجزة الخالدة المتمثلة في القرآن الكريم,وصاحب الرسالة الجامعة لمحاسن الرسالات السماوية السابقة.
اشتق الله له أسماءً من أسمائه الحسني.
كما أنه سبحانه وتعالي اشتق له أسماءً من أسمائه الحسني فقال تعالي :" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"(التوبة/128).
والله عزوجل من أسمائه رءوف رحيم قال تعالي:"وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"(النور/20).
عموم رسالته صلي الله عليه وسلم .
كما أن الله عزوجل بعث كل نبي لأمته خاصة وبعث نبينا للناس عامة فقال تعالي :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "(سبأ/28)
يقول تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم تسليما"وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " أي إلى جميع الخلائق من المكلفين ..
وجوب الصلاة عليه صلي الله عليه وسلم .
قال تعالي:" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"(الأحزاب/56).وقد اوجب الله عز وجل الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم تكريماً له كما ذكر جمهور العلماء ففي تفسيرأبي السعود لهذه الآية: "يصلون على النبي قيل الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار وقال ابن عباس رضي الله عنهما أراد ان الله يرحمه والملائكة يدعون له وعنه أيضا يصلون يبركون وقال ابو العالية صلاة الله تعالى عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاتهم دعاؤهم له ..أي يعتنون بما فيه خيره وصلاح امره ويهتمون بإظهار شرفه وتعظيم شأنه وذلك من الله سبحانه بالرحمة ومن الملائكة بالدعاء والاستغفار يأيها الذين آمنوا صلوا عليه اعتنوا انتم أيضا بذلك فإنكم أولى به وسلموا تسليما قائلين اللهم صل على محمد وسلم او نحو ذلك وقيل المراد بالتسليم انقياد أمره والآية دليل على وجوب الصلاة والسلام عليه مطلقا من غير تعرض لوجوب التكرار وعدمه(تفسير أبي السعودج7ص114,113)[img][/img]
أمس في 9:44 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية
الأربعاء مايو 08, 2024 9:05 pm من طرف رضا البطاوى
» قراءة فى مقال مستقبل قريب
الثلاثاء مايو 07, 2024 9:01 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟
الإثنين مايو 06, 2024 9:13 pm من طرف رضا البطاوى
» أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن
الأحد مايو 05, 2024 9:36 pm من طرف رضا البطاوى
» المنافقون فى القرآن
السبت مايو 04, 2024 10:03 pm من طرف رضا البطاوى
» النهار فى القرآن
الجمعة مايو 03, 2024 9:04 pm من طرف رضا البطاوى
» نظرات في لغز اختفاء النياندرتال
الخميس مايو 02, 2024 9:34 pm من طرف رضا البطاوى
» الشكر فى القرآن
الأربعاء مايو 01, 2024 9:22 pm من طرف رضا البطاوى