منتديات رابطة أئمة وزارة الأوقاف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انت لم تقم بالتسجيل حتى
الان يمكنك ان تصنع ذلك
مع وافر الشكر


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات رابطة أئمة وزارة الأوقاف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انت لم تقم بالتسجيل حتى
الان يمكنك ان تصنع ذلك
مع وافر الشكر

منتديات رابطة أئمة وزارة الأوقاف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات رابطة أئمة وزارة الأوقاف

منتدى لأئمةالأوقاف لتوضيح السماحة واليسروالمعاملة الحسنة روح الدين والدعوةللوحدةالوطنيةوزيادةالروابط بين النسيج المصري الواحدوالردعلى الاشاعات المغرضة والقضاء على الفتن والعمل لتحقيق الامن والسلام الاجتماعي والمحبةوالمودةبين المصريين أهل الهلال والصليب

بسم الله الرحمن الرحيم من ائمة وزارة الاوقاف مرحباً وأهلا بكل زائر وندعوكم وكل من يهتم بوزارة الاوقاف ... عزيزي المشترك اذا رغبت في التسجيل في المنتدى فسيتم تنشيط حسابك من قبل الادارة اذا لم تقم بتنشيطه من خلال بريدك الاليكترةني مع وافر التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم ايها الأئمة أنتم علماء الأمة ، لكم قدر كبير ومكانة عظمى ، ولن يستطيع أحد مهما كان ان يمس مكانتكم هذا المنتدى منتداكم للترابط فلا تسمحوا لاحد ان يمس مكانة الامام شكرا لكم

المواضيع الأخيرة

» قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyأمس في 9:44 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالسبت مايو 18, 2024 9:01 pm من طرف رضا البطاوى

» الميسر والقمار فى القرآن
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالجمعة مايو 17, 2024 9:11 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالخميس مايو 16, 2024 10:29 pm من طرف رضا البطاوى

» المعية الإلهية فى القرآن
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالأربعاء مايو 15, 2024 9:26 pm من طرف رضا البطاوى

» نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالثلاثاء مايو 14, 2024 9:15 pm من طرف رضا البطاوى

» نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالإثنين مايو 13, 2024 9:15 pm من طرف رضا البطاوى

» قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالأحد مايو 12, 2024 9:19 pm من طرف رضا البطاوى

» خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو
من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Emptyالسبت مايو 11, 2024 9:17 pm من طرف رضا البطاوى


    من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال

    الشيخ علاء الشال
    الشيخ علاء الشال


    عدد المساهمات : 100
    تاريخ التسجيل : 16/11/2011
    العمر : 50
    الموقع : http://alaaelshal.forumado.net/

    من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال Empty من مآسي واقعنا المعاصر..................الشيخ علاء الشال

    مُساهمة من طرف الشيخ علاء الشال الجمعة نوفمبر 18, 2011 11:16 am

    من مآسي واقعنا المعاصر



    الخطبة الأولى:

    الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً... أما بعد:

    أيها الناس:

    لقد جاء الإسلام والعرب من أشد الأمم استعداداً لقبوله، وهم في الوقت نفسه من أشد الأمم تفرقاً، فجمعهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الهدى، وأنقذ الله بهم أمماً من الكفر والضلال عندما حملوا الرسالة وتمسكوا بها، ثم كان ما كان من التراجع عن هذا المركز الخطير، حتى صاروا من أضعف الأمم، ولكن الجذوة ما تزال باقية تحتاج من يوقدها، والراية تنتظر من يرفعها، ولا شك أن الغرب يعي ويعلم أهمية المنطقة العربية، وأنها مَهْدُ الإسلام ومادته، وهي منه بمثابة قطب الرحى، ولذلك كان التركيز لإبعاد المنطقة وأهلها عن الإسلام، وتشجيع التيارات العلمانية والإلحادية، والمساعدة على الانقلابات العسكرية التي أكلت الأخضر واليابس، وتسخير الأقليات التي تخدم الغرب خدمة تفوق توقعاته أحياناً.

    وقامت الدولة العلمانية بالمهمة نفسها، فأبعدت الدين عن مواقع التأثير، وخرِّبت مرافق العلم والاقتصاد والبنية الاجتماعية، وتجرأت التيارات العلمانية فجهرت بأفكارها وآرائها بكل وضوح وصراحة متحدية شعور الأمة، وطاعنة بأعز ما تملك هذه الشعوب وهو الإسلام، وظهرت على الساحة فلول العلمانيين من بقايا الشيوعيين، أو الأحزاب الغابرة والإلحادية الذين ارتكسوا في الضلال واستمرأوا التبعية والذل لكل متسلط من الشرق أو الغرب، وقامت بدعم هذه الفئة فئات مستهترة تعرف وتحرف، وتعلم وتنكر، أصحاب أهواء وأتباع مناصب ومال، أعمتهم الشهوات، وأضلهم طول الأمل، وهم في غمرة ساهون.

    وهناك فريق آخر قوامه أفراد متحيرون جاهلون بأمر الله، لا يعادون الإسلام ولكنهم يظنون أنه صلاة وصيام، وأما شؤون الحياة الأخرى فتنظمها القوانين الوضعية و التراتيب الإدارية، فهؤلاء يجهلون عظمة هذا الدين ومنهجه في إصلاح البشر، {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (91) سورة الأنعام. إذ ظنوا أنه يخلق الخلق ثم يتركهم هملاً، فلا ينزل عليهم كتاباً فيه حياتهم وسعادتهم، وتشريعاً يجب أن يطبق في الأرض، وإن لم يفعلوا فهو الشرك، قال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (121) سورة الأنعام. وتقف هذه الفئة موقفاً سلبياً تجاه الأحداث والمآسي التي تعصف بهذا الدين، وتلحق الضرر بالدعاة والدعوة الإسلامية، وتصدق هذه الفئة ما يُروج من دعايات تُصور بأن المعركة مع (الأصولية والإرهاب) وليست مع الإسلام.

    إن هذه الفئة وأمثالها بحاجة ماسة إلى من يوضح لها معالم الطريق الصحيح، ويصدع بالحق دون وَجَلٍ، حتى تكون الصورة جلية مكشوفة لا عوج فيها ولا تمويه ولا تضليل، وحتى تكون على بينة من أمرها، وتكون عوناً للمسلمين على أعدائهم، وعدم الاكتفاء بالمواقف المحايدة؛ فالله هو الخالق الآمر {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (54) سورة الأعراف.

    إن الاعتراف بربوبيته سبحانه يستلزم العبودية له والخضوع لشرعه، {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (64) سورة النمل. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (40) سورة الروم. ماذا يظن هؤلاء بآيات تحريم الربا، وآيات تشريع العلاقات الأسرية، وآيات الميراث، وآيات الحكم بما أنزل الله، وغير ذلك من الآيات الكثيرة الموجودة في القرآن العظيم، مما يتعلق بشؤون الناس في الدنيا؟ هل يظنون أنها للتلاوة والتبرك بها فقط ؟ وكذلك أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكثيرة التي تفصل أحكام معاملات المسلم في شؤونه اليومية، وما قيده علماء المسلمين في الموسوعات الفقهية التي تضم أدق التفاصيل في المعاملات والحكم؟ كل هذا جاء ليطبق في الأرض، ولا يطبق إلا بحاكم ودولة، وإلا فمن الذي يطبق قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ} (38) سورة المائدة. {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (179) سورة البقرة. {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ} (48) سورة المائدة.

    إن الذين يقولون: إن هذه الآيات لا تصلح لهذا العصر -مع أن البشر هم البشر، والأرض هي الأرض- طرحهم هذا مأساة من مآسي الأمة في هذا الزمان، كيف لا وهو الخروج من ربقة الإسلام ومنهجه، وهذا ما تعيشه الأمة الإسلامية اليوم من النكد والغصص في العيش، والذل والهوان أمام الغرب والشرق، ففي ظل العلمانية هاجرت أكثر العقول العربية المسلمة المتعلمة تعليماً عالياً إلى أوربا وأميركا وعملت هناك، واستفاد منهم الغرب علمياً وتقنياً ثم عاد يضرب المسلمين بعلمه وصناعته المتفوقة فكنا كمن يخربون بيوتهم بأيديهم، وفي ظل العلمانية قُضيَ على العلم والجامعات، وأممت المساجد فأصبح الإمام كما قال أحد المفكرين "شاويش صلاة" وفقدت الأمة روح المقاومة والاستقلالية، وتم استيراد كل شيء من الغرب والشرق، وعندما نتأمل ما نأكله ونلبسه ونستعمله في الإدارة، والتجارة والزراعة نجد أكثره ليس من صنعنا.

    لقد طالت آثار هذا الضعف والهوان كل شيء بدءاً من فلسطين حيث يضرب الأب في غزة أمام أولاده لتحطيم الأسرة في عزتها وكرامتها، مروراً بالبوسنة والهرسك إلى الشيشان فأفغانستان والآن في العراق، حيث كارثة قتل واقتلاع شعب بكامله من أراضيه، ومرت هذه الكوارث ولم تستطع دول العالم الإسلامي إيقافها، وبتنا نراقب المؤامرة الغربية الدنيئة دون أن نستطيع الحراك، وما نظن أحداً يتجرأ على دولة في أميركا اللاتينية، أو شرق آسيا كما يتجرأ الأعداء على العرب والمسلمين في هذه الأيام.

    لقد وصلت آثار هذا الذل إلى العرب والمسلمين المقيمين في الغرب فارين بدينهم، أو يعملون لكسب قوُتهم، فعندها تأججت نار العنصرية الأوربية وجد المسلمون أنفسهم بين المطرقة والسندان، فلا دولهم تدافع عنهم، ولا الدول الغربية قلمت أظفار الأحزاب العنصرية عندها، فأُحرقت أسر بكاملها، ودمرت بيوت وبدأ التحرش بالمسلمين وإهانتهم بشكل سافر في فرنسا وألمانيا، وبشكل مستور في بقية أنحاء العالم الجديد!

    تُرى هل يتنبه الذين يقفون موقفاً سلبياً من الأحداث الجسيمة التي تلف العالم الإسلامي، فيدركون خطورة مواقفهم؟ هل يفهمون أن حماية الإسلام ونصرته ليست موقوفة على فئة معينة دون فئات كثيرة، ولا على قلة من الدعاة والعلماء، بل هو واجب مشترك لكافة المسلمين؟ إن ما يفعله العلمانيون أو يريدون فعله، إن هو إلا تجريد للأمة من هويتها وسلخها عن حضارتها ، بل عن روحها وحياتها، ماذا نسمي هذا الفعل، ألا يعني ذلك تسليم القلعة وما فيها إلى الأعداء البغضاء؟ ما زال في الوقت متسع لمن يود العودة إلى رشده، وما زالت الفرصة متاحة أمام من عقد العزم على النهوض من نومه العميق، وما زالت نيران أحقاد العدو تستعر في قلب العالم الإسلامي وأطرافه ولكن إطفاءها ليس مستحيلاً لمن تمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم.

    عباد الله:

    لقد جاء الإسلام رسالة خاتمة أخرج الله به الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ولذلك دخله الناس أفواجاً، وعلى هذا الأساس قامت دولة الإسلام في المدينة ، وتواصل مدة عبر القرون، فكانت جنسية المسلم عقيدته، وحينما بَعُدَ المسلمون عن حقيقة دينهم، وانحرف بهم الفهم عن أصول معتقدهم ومنطلقاته الإيمانية، حينها ظهرت الأمية الفكرية والتعصب المذهبي والاتجاهات البدعية، وظهر الغلو المصادم للإسلام، مما أدى إلى شيوع الجهل في الأمة بعامة، مما أدى إلى سقوطها أمام الزحف الاستعماري الجديد الذي اصطنع نفراً من أبناء الأمة على عينه، فظهرت في ديار الإسلام الاتجاهات الفكرية الوافدة التي دعت إلى القومية والعنصرية والفئوية، بتشجيع من المستعمر المغتصب الذي سلم العهدة بعد فترة الاحتلال وبعد مقاومته إلى تلامذته ومريديه، وهو متأكد تماماً من مدى حرصهم على أداء دوره، وقيامهم بتنفيذ رسالته بأعظم مما كان يقوم به، فقامت الأحزاب العلمانية التي جعلت من نفسها ما يدعونه بالشرعية الدستورية، فحكمت بعقلية بوليسية مناوئة للأمة ولعقيدتها وضربت بالحديد والنار كل دعاة الفكرة الإسلامية، واعتبرتهم أعداء ليس لهم حق الدعوة إلى تحكيم شريعة الله في وضح النهار، في الوقت الذي فتحت فيه المجال لكل منهج علماني حتى ولو كان ماركسياً.

    أفيدوني -رحمكم الله- ماذا استفاد عالمنا الإسلامي والعربي من تلك الحكومات العلمانية؟ وماذا كسب من جراء تولي أولئك الحاكمين بأمرهم على مقدرات أمتنا؟ وبماذا أتوا لها من معطيات الحضارة الجديدة النافعة سوى أن جعلوا بلداننا في مؤخرة البلدان فقراً وفي ذيل القافلة تخلفاً، وتتوالى المآسي من قتل وتدمير للبيوت وانتهاك للأعراض، ولم نعد سوى أسواقاً استهلاكية للأجنبي، ومحطات تجارب للأنظمة والقوانين المستوردة ومجالاً مفتوحاً للتغريب والإفساد عن طريق وسائل الإعلام والتعليم، فضلاً عن تنحية شريعة الله، مما ساعد على انتشار الجريمة بمعدلات متصاعدة لها آثارها الخطيرة على حاضر الأمة ومستقبلها.

    هذه بعض مآسينا التي هي من نتائج زرع العلمانية في ديارنا، ومع ذلك مازالت الأبواب مشرعة لنشوء المزيد من تلك الأحزاب إياها، وعقد الندوات والحوارات معها لتكريس تلك المبادئ الباطلة، وخداع الشعوب بمنطلقاتها، والحيلولة دون نشر الفكر الإسلامي الرشيد، وبعد سبعين عاماً مضت من غزو العلمانية لعالمنا العربي والإسلامي، لم نجد سوى قبض الريح وحصاد الهشيم.

    اللهم أصلح أحوال المسلمين، وولِّ عليهم الأخيار وأزِح عنهم الذل والهوان إنك نعم المولى ونعم النصير، ونستغفرك اللهم ونتوب إليك، إنك أنت الغفور الرحيم.

    الخطبة الثانية:

    الحمد لله الولي الحميد، الواسع المجيد، المطلع على خفايا الأمور وأسرار العبيد، والصلاة والسلام على عبده المصطفى، ورسوله المقتفى ونبيه المجتبى، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين..أما بعد:

    فإن لمآسي الأمة وجراحاتها صوراً كثيرة وعلى رأسها محاربة دين الله تعالى والعبث فيه من قبل أعداء الله وأذنابهم من المنافقين والمارقين عن الإسلام كما بيَّنا في الخطبة الأولى.

    ومن صوره المتفشية والتي سببها الحقد والعداوة للدين وأتباعه ما نراه من الأذى الذي يصيب المسلمين من قبل الظالمين في شتى بقاع الأرض؛ وكل ذلك لا لشيء إلا لأنهم يقولون ربنا الله، ولترى صوراً حيَّة لتلك المآسي: انظر إلى العراق لتجد الأوباشَ النصارى، والعلوج الصليبيين يستبيحون الدم الحرام، وينتهكون العرض الحرام، بحثاً عن موطئِ قدمٍ يضمن أمن إسرائيل الشرقي، وأمن الخزينةِ الأمريكية العطشى، عبر أنابيب النفط الدافئة! بيدَ أن المجاهدين الأبطال لا زالوا في المُقابل يبددون أحلام الصليب، ويُمرغون كبريائه بالتراب، ولله الحمد والمنَّة.

    ولا يزالُ المسلمون يُذبحون في فلسطين ذبح الخراف، على يدِ السفاحين هناك، ولا زالت الجرَّافاتِ اليهوديةِ الحاقدة تدكُ البيوتَ فوق رؤوسِ الأطفال الرضّع، واليتامى الرتّع، في مشاهد يومية، وأمام عدسات الإعلام الدولي المنافق، في حين تُدنّس أروقة الأقصى وباحاته بأحذية الجنود النجسة! إلاَّ أنّ أبطالَ الانتفاضة -كما يُسمّون إعلامياً- ونسميهم مجاهدين أشاوس لا زالوا يقوضون مملكة أورشليم حجراً حجراً، ويُبددون أحلامَ التلمود حُلماً حُلماً فاللهمَّ لك الحمد.

    ومن المصائب العظام –يا عباد الله- ما يصيب أعراض المسلمين من انتهاك واغتصاب للمسلمات في العالم، ولا مجال هنا للولولة والصياح ولكن علينا أن نقرأ ما يجري على أرض الواقع وكلٌّ يسأل نفسه عن الدور الذي يجب أن يتبناه لإنقاذ المستضعفين، فوالله إننا مسئولون أمام الله، إذ يجب على كل مسلم أن يغار على دينه وعرضه كلٌّ حسب استطاعته، والله نسأل أن يخرج الأمة مما هي فيه إلى بر الأمان بمنه وكرمه إنه رحيم ودود، وللمثال فقط على ما يحصل في السجون تلك المأساة لزوجة إمام مسجد جامع في طشقند تدعى: رحيمة بنت أحمد علي، فكَّ الله أسرها، حيث ألقى رجال وزارة الداخلية القبض عليها واحتجزوها في الزنزانة التي تحت مبنى وزارة الداخلية عدة أشهر وهم يعذبونها كل يوم وليلة بأنواع من العذاب التي يعجز عنها الوصف ويخجل من ذكرها الإنسان.

    لقد كان أولئك الوحوش الضارية يطلبون منها أن تخبرهم بمكان اختفاء زوجها الإمام المطالب من قبل الحكومة وتدل عليه، وكلما أنكرت معرفتها به رفسوا بأقدامهم النجسة أعضاءها التناسلية بمد رجليها إلى الطرفين، وكانوا يسحبونها من شعرها فيضربون رأسها في جدار السجن المبني من الأسمنت والحديد، وقد شوهوا جسمها بالكامل من شدة تعذيبهم لها، وفوق ذلك كله كانت رحيمة تعاني من مرض مزمن في قلبها، وكانت تتعاطى أدوية طبية باستمرار، فلما اعتقلوها لم يبالوا بشيء من ذلك، بل منعوها من استعمال أدويتها الضرورية، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فأي إنسان يتصور وجود مثل هذه الوحوش في هذه الدنيا؟! هل هؤلاء من بني جلدتنا حقـاً؟!! لا يكاد أحد يصدق ذلك لولا أن رحيمة بنت أحمد علي أخبرت كل ذلك بنفسها في رسالة لها.

    وأما الظروف المعيشية في سجون النساء في طشقند فهي متدنية ومتدهورة للغاية، فقد أصاب جميع السجينات الوهن الشديد والهزال الخطير، ولا يتوفر لهن أبسط المتطلبات المعيشية في السجن، ولذلك يتضرعن إلى السجّانين الظلمة أن يسمحوا على الأقل بإدخال الأطعمة والأدوية التي يأتي بها أقاربهن متحملين جميع المشاق والمتاعب، وبناء على ما كتبته إحدى السجينات فإن التعذيبات في داخل السجن أشد مما كانت أثناء التحقيق، وأما أداء الشعائر الدينية كإقامة الصلاة وارتداء الحجاب الشرعي في داخل السجن فممنوع بتاتاً، وتذكر بعض المصادر أن السجانين يغتصبون بعض السجينات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

    وهذه امرأة مسلمة تبلغ من العمر ستين عاماً، من مدينة خوارزم واسمها "دَرْمان" اعتقلت قوات الأمن الأوزبكية ابنيها وبدؤوا يحققون معهما، وكما أفادت والدتهما المسكينة لإذاعة "بي.بي.سي" فإنهما لم يعترفا بالتهم المزورة التي كان رجال الشرطة يريدون إلصاقها بهما، فبالتالي لجأ رجال الشرطة -بل هم أشباه رجال وليسوا برجال أبداً- إلى حيلة خبيثة دنيئة خسيسة، حيث أخذوا الأخت "دَرْمان" من بيتها إلى غرفة التحقيق وجرَّدوها من ثيابها أمام ولَديها وهدَّدوهما باغتصابها أمام أعينهم، فبالله عليكم من أي المخلوقات هؤلاء؟! فلم يجد الأخوين الضعيفين بُدّاً من الاعتراف بالتهم المزورة والتوقيع على الأوراق المقدمة لهما والاستجابة لمطالب هؤلاء الظلمة، ثم أحيلت قضيتهما إلى المحكمة حيث أصدرت هي الأخرى حكماً بإعدام الأخوين ابني الأم المسكينة "دَرْمان" المستضعفة، استناداً على تلك الاعتراف المنتزع منهما بطريقة بشعة، وهذا ما يتعارض حتى مع قوانينهم الدولية المزعومة؟! هذا فيض من غيض مما يحصل للإسلام والمسلمين عند أعداء الله، ناهيك عما يحدث من اغتصاب وإهانات للنساء في بلاد الرافدين وغيرها من البلاد الإسلامية التي غزاها الأمريكان وحلفاءهم كأفغانستان والشيشان وغيرها، وما قصص سجن أبي غريب عنا ببعيد.

    فما دورك عبد الله، وما دور الحكام المستسلمين مما يجري ضد إخوانهم وأخواتهم؟ ألم يحِن الوقت لنصرتهم؟ فالله المستعان.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واخذل الكفرة والمنافقين، ولـُمَّ شعث المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين1.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 3:09 pm